قصتي مع قراءة سورة البقرة يوميا: القبول والرضا وطمأنينة القلب

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام, نستكمل تدبر سورة البقرة والاستفادة من تدبرها عمليا في تحسين جودة حياتنا…

ما سر ازدهار الروح؟

“وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ” (البقرة-25)

ليس هناك شيء افضل من بشارة الله لك, إذا آمنت بالله وسلمت أمرك لله, وعملت بما أمرك الله, فقد بشرك الله بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار, وسريان الماء قد اجتمع عليه كل البشر أنه من أجمل المناظر التي ممكن أن يراها انسان, لأن وجودة بجانب مصدر مستقر للماء يعطيك احساسا رائعا بالأمان والحياة, لأن الماء هو الحياة.

لذلك تفكر قليلا, الماء هو سر الحياة للجسد, اذن ما سر الحياة للروح؟ لكي تحيا روحك وتزدهر وتشعر دائما بالاطمئنان حتى في أصعب الاوقات, عليك بتقوية ايمانك بالله, والاتصال الدائم مع الله, اذكر الله دائما, لكن ليس فقط ذكر اللسان, ولكن لابد أن يخشع قلبك وتشعر باطمئنان كبير يملأ قلبك عندما تذكره وتسبحه.

ما دليل صلاح ايمانك وسلامة قلبك؟

وافهم شيء في غاية الأهمية, أن العمل الصالح هو الدليل الوحيد على صلاح وقوة ايمانك بالله, إذا لم تكن من المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون, فعندما تؤمن بالله فعلا سوف يمتد ايمانك الى افعالك بشكل تلقائي, فتكون من المصلحين, جابرين الخواطر, المتصدقين, الذين يساعدون الناس بكل اخلاص, لا يصدر منهم أي كلام فاحش ولا بذئ ولا غيبة ولا نميمة ولا خوض في أعراض الناس وغير ذلك الكثير من الأعمال الصالحة.

كيف تشعر بالاطمئنان على رزقك؟

“كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنۡهَا مِن ثَمَرَةٖ رِّزۡقٗا قَالُواْ هَٰذَا ٱلَّذِي رُزِقۡنَا مِن قَبۡلُۖ وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ ” (البقرة-25)

من اجمل البشارات أيضا هو استمرار وجود الرزق في صورة طعام متجدد, لأن الطعام هو قوام الحياة, والله يتكفل برزقك لأنه خالقك, وعندما تعرف هذا تشعر أن بالطمأنينة عندما تعلم أن ما من دابة في الأرض الا على الله رزقها, فالله تكفل برزقك, ومن الرزق ما يأتيك حتى بدون سعي منك, ومن الرزق ما ياتيك على ضعفك, ومن الرزق ما يأتيك بسعيك وعملك واجتهادك, فعليك بالسعي والأخذ بالأسباب والاجتهاد واسترزاق الله وسؤاله من فضله.

فاطمئن لأن رزقك يعرف عنوانك وأعلم بمكانك أكثر مما انت أعلم بمكانه والله قد كفله لك فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها دون زيادة أو نقصان.

كيف تعلمك سورة البقرة ألا تحزن على شيء فاتك كنت تظنه من رزقك؟

فلا تبتئس إذا فاتك شيء كنت تظنه من رزقك المقسوم لك ولم يكن كذلك, فعندما ترضى بما قسمه الله لك فانتظر عظيم الفضل والعوض من الله, وسوف يغنيك هذا العوض عما تظن أنك فقدته, فما فقدته لم يكن يوما لك, وما هو لك فلن تفقده أبدا حتى وإن ابتعدت عنه بعد المشرق عن المغرب.

كيف تعلمك سورة البقرة أن تطلب الأشياء وتسعى لها بعزة نفس؟

فهذا يجعلك تطمئن وتستسلم لأقدار الله, وانت متأكد أن رزقك لن يذهب لأحد غيرك مهما تآمروا عليك, وإذا كان هناك شيء ليس لك فلن تأخده مهما اتعبت نفسك في طلبه, فتعلم أن هناك رب واحد قهار يعتني بك, يقربك من الخير ويبعدك عن الشر, حتى ول رغما عنك لأنه أعلم بمصلحتك منك.

لذلك افهم أنك مطالب بالسعي والاجتهاد في تحصيل رزقك بالأسباب التي يسرها الله لك, لكن لا تحزن ولا تغتم ولا تعطي الأمور أكثر مما تستحق, لأن مهما فعلت أو فعل غيرك لك فلن ينقص أويزيد من رزقك المكتوب شيء, فاطلب الأشياء واسعى لها بعزة نفس وتوكل على الله ولا ترهق تفكيرك.

كيف تعلمك سورة البقرة ألا تتعلق بشيء لم يكتبه الله لك؟

ولا تتمسك بشيء بدرجة تجعلك تتعلق به تعلقا شديدا يفسد عليك حياتك, وتظن أن هذا الشيء فيه سعادتك مهما أبعدك الله عنه, لأن هذا من قبيل الشرك بالله والعياذ بالله, لأنك حينها تكون معترض على قدر الله وتريد تنفيذ طلبك حتى وإن لم يكن خيرا لك, فالله اختار لك لكن غير راضي بحكم الله.

الأفضل والأسلم والأصح وأكثر طمأنينة وراحة لقلبك وعقلك أن تجتهد في تحصيل الأسباب اجتهادا كبيرا, لكن لا تتعلق بالشيء ولا بالنتيجة ابدا.

كيف تدعوك سورة البقرة أن تجدد أفكارك وحياتك؟

 “وَأُتُواْ بِهِۦ مُتَشَٰبِهٗاۖ” (البقرة-25)

يخبرنا الله عن المؤمنين الذين يعملون الصالحات عندما يرزقون بطعام او فاكهة في الجنة, أن طعام الجنة يشبه في لونه ومنظره طعام الأرض, لكن لا يشبهه في الطعم, وفي هذا اشارة أن مما يشرح النفس هو تجربة أشياء جديدة ورؤية أماكن جديدة.

إذا شعرت أن حياتك ثابتة راكدة, تشعر بالملل من كل أحداث حياتك وتظل تكرر كل الأفعال والتجارب يوما بعد يوم, الملل هذا شيء ايجابي في الحقيقة, لأنه يدفعك الى تجربة اشياء جديدة لم تجربها من قبل, فعندما تجرب طعام جديد, او تسافر الى مكان جديد لو تزره من قبل, او تتعلم شيء جديد, تشعر فعلا باسم الله الواسع البديع الجميل, وتشعر بوفرة نعم الله, فهذا من أكبر مسببات راحة وانشراح الصدر والنفس واستمتاع العقل وازدهار الروح.

كيف تساعدك سورة البقرة في نجاح خططك التسويقية ونشر أفكارك ومنتجاتك؟

وفي هذه الآية أيضا درس جميل في النجاح المادي والمهني, فإذا كنت صاحب عمل, كان عندك منتج جديد او فكرة صالحة تريد نشرها بين الناس, فلا تعطيهم شيء بعيدا كل البعد عما اعتادوا عليه, لأنه حينها سوف ينفرون منه لأنه لا يعرفوه, والانسان يخاف مما لا يعرفه.

فمن الأفضل أن تعطيهم شيء يشبه ما اعتادوا عليه أصلا, وتتدرج بهم حتى يقتنعوا بفكرتك او يشتروا منتجك, فإن كان منتجك الجديد جيدا فعلا, فسوف يصير معلوم ومعروف ومنتشر, حينها تكون نجحت فعلا في تسويق منتج او فكرتك, لأنك أعطيت الناس حل جديد لمشكلة تواجههم, لكن الحل ليس بعيدا عما اعتادوا عليه, بل هو أفضل.

كيف تساعدك سورة البقرة على تقبل العلاقات والتعامل مع الناس؟

“وَلَهُمۡ فِيهَآ أَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞۖ ” (البقرة-25)

في الجنة بإذن الله, سوف نكون كلنا مطهرون من جميع العيوب والنواقص التي عانينا منها في الحياة الدنيا, بالطبع انت لست كامل وفيك عيوب, وكل من حولك ليسوا كاملين أيضا وفيهم عيوب, وأحيانا لا نتقبل عيوب أنفسنا أو عيوب بعضنا البعض فينشأ الصراع والقطيعة, وتحمل القلوب الغل والحقد والحسد وفي ذلك تدمير لأي فرصة في حياة سعيدة هادئة.

لذلك اعلم أن التطهير من العيوب لا يكون إلا في الجنة فقط, فهذا يساعدك على تقبل التعامل مع الناس حولك, وتكون أكثر انفتاحا على مواطن ضعفك ونقصك, ومع عيوب الناس ونواقصهم, فلا تحزن ولا تغضب, وتعلم أن مثلما تشعر بالضيق بسبب المعاملة السيئة من شخص ما, فانظر ايضا الى حسنات هذا الشخص معك.

إذا كنت لا تتحمل المعاملة السيئة فيمكنك البعد عما يؤذيك, لكن ابتعد بغير حقد ولا غل ولا شعور بالغضب وكره, ابتعد في سلام ورحمة وتقبل لفكرة اننا كلنا فينا نقص وكلنا ارتكبنا العديد من الذنوب والاخطاء, لأن أي شعور سلبي تحمله سوف يضرك انت أكثر مما يضر أحد.

ادخل ايميلك واحصل على طريقة الكتابة لتغيير واقعك في أقل من ساعة

اضغط هنا واشترك في تدريب غير حياتك بنور القرآن مع لايف كوتش ابراهيم واحصل على آيات قرآنية مناسبة لشخصيتك وحياتك انت بالذات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *