تطوير الذات بالقرآن الكريم (3) – تدبر آية ممكن يغير حياتك

بعد قراءة هذا الدرس ستتعلم: 

1/ ماهي فوائد المحافظة على الورد اليومي من القرآن في تطوير ذاتك وحياتك؟

2/ كيف تتغلب على تشتت الذهن أثناء القراءة؟

3/ ما معنى (تدبر الآيات) وكيف يفيدك في تحسين حياتك؟

4/ ماهي اول خطوة عملية في تطوير ذاتك بالقرآن الكريم؟

بسم الله نبدأ…

في الدرس السابق تعلمنا مثال بسيط لروعة تطبيق معنى أية واحدة من آيات القرآن, و كيف أن هذه الآية القصيرة والمعبرة تساعدك في تغيير نظرتك للأمور التي تحدث لك وتظنها غير سارة ولكنها في الحقيقة عين المصلحة والفائدة

لذلك في تطوير الذات بالقرآن الكريم لابد ان تقرأ القرآن وأن تجعل قراءتك للقرآن عادة يومية أساسية ,حتى لو كنت في البداية لا تستطيع تدبر معاني الآيات او كنت تعاني من كثرة السرحان او قلة الانتباه لما تقرأ

الذهن البشري كثير الانشغال وقليل الانتباه, خصوصا في زمننا هذا, لأن هناك عدد لا نهائي من الأنشطة يتنافس على جذب انتباهك وتركيزك, لذلك اغلب الوقت ستجد ان تفكيرك ينتقل من شيء لشيء آخر تماما في غضون ثواني قليلة

وعند قراءتك للقرآن حتما لن تستطيع التركيز والانتباه لما تقرأ اول الأمر, لكن لا تجعل هذا يمنعك من مواصلة القراءة لأنك مع الوقت ومع استمرارك على القراءة ستجد ان ذهنك بدأ يهدأ وتركيزك فيما تقرأه بدأ يزيد

لكي تستخلص المعاني الخاصة بك من القرآن, لابد أن تكون لك تجربتك الخاصة مع القرآن, وليس تجربة شخص آخر, لأن المعنى الذي تأخذه جاهزا من هذا الشخص لن يكون بالضرورة مناسبا لك

لذلك اذا كنت فعلا تريد تطوير ذاتك وحياتك بالقرآن الكريم, ابدأ بقراءة القرآن واجعل القراءة عادة أساسية في يومك ,لأن اثناء قراءتك حتى لو لم تكن منتبه, فسيفتح الله عليك بمعنى, بتسبيحه, باستغفار, بعبرة, بقصة,او بفكرة جديدة عليك

إذا قرأت كل يوم صفحة او صفحتين مثلا, يكون عدد الآيات التي قرأتها عشرين آية في المتوسط, ذهنك لن ينتبه لخمسة عشرة آية, لكن الأربع او الخمس آيات المتبقية سيكون ذهنك حاضرا, وسيفتح الله عليك تدبر آية او آيتين منهم 

و في الحقيقة نحن لا نريد أكثر من هذه الآية التي تدبرتها, لأن تدبرك لها سيثبت معناها في قلبك, واذا قررت تطبيق هذا المعنى عمليا, سينتقل معناها الى حياتك

لذا تخيل عظمة و فائدة قراءة ما تيسر من القرآن يوميا, كل يوم يفتح الله عليك بتدبر آية, وكل يوم تطبق معنى هذه الآية في حياتك, كيف تتوقع أن يكون شكل حياتك بعد عام مثلا من الآن؟

يمكنك ان تفكر الآن “ولكن عام مدة طويلة جدا”, لكن هناك أمرين لم تنتبه لهما, أولا أن التغيير الحقيقي و الدائم لابد أن يأخذ وقته كاملا حتى تصبح الأفكار والعادات الجديدة جزء منك, ثانيا أنه يمكنك دائما تقليل هذه المدة إذا تدبرت الكثير من الآيات كل يوم وقررت تطبيق هذه المعاني سريعا دون تردد 

واذا مازلت تظن ان عام مدة طويلة للتغيير, فاعلم ان هذا العام ان شاء الله حتما سيمر عليك, فهل تحب ان يمر هذا العام وانت في نفس مكانك ام تحب ان تتغير حياتك كليا في نهاية هذا العام؟

بإذن الله في دروس قادمة سنتعلم  مهارة الصبر الجميل وكيف أنها شيء اساسي في حياة الانسان الناجح والسعيد, لكن الآن عليك البدء في القراءة والتدبر دون تفكير

الآن ما معنى (تدبر الآيات)؟ 

التدبر معناه التفكر والتأمل على مهل, هو استغراق الذهن في التفكير في شيء ما إلى حد يجعله يغفل عن الأشياء الأخرى

تدبر القرآن باختصار هو محاولة فهم القرآن والعيش مع معاني آياته

اثناء قراءتك ستجد آية لمست قلبك وتشعر أنها تنطبق على حالتك, توقف عند هذه الآية قليلا و كررها عدة مرات, حاول فهم معناها وكيف ينطبق هذا المعنى على حياتك؟

ثم قم بتحليل هذا المعنى وانظر في كيفية تطبيقه عمليا على نفسك وتوكل على الله وقم بالتطبيق فورا اذا استطعت وان لم تستطع فاعقد النية الصادقة على التطبيق في اقرب وقت دون تردد 

و من روعة القرآن وإعجازه ان تجلياته تختلف من فرد لآخر, بمعنى ان نفس الآية يمكن ان يتدبرها عشرة اشخاص ويفتح الله على كل فرد منهم بتدبر و معنى مختلف 

لذلك انصحك ان تبدأ رحلتك مع القرآن حالا وان تكون لك تجربتك الخاصة مع القرآن ولا تأخذ تجارب غيرك لأن تدبر غيرك ليس بالضرورة مناسبا لك 

عندما تحافظ على الورد اليومي من القرآن, سيفتح الله عليك كل يوم فتح جديد كما أسلفنا, لذلك يمكنك تخيل ماذا يحدث لعقلك اثناء قراءتك و مواظبتك, إذ ستقوم آيات القرآن بتنظيف كل الأفكار السلبية والمعتقدات البالية, ستشعر حرفيا ان عقلك يزداد نورا وان قلبك يتم تطهيره من كل الاحاسيس والمشاعر المؤلمة

ولكن كل هذا متوقف على استمرارك ومثابرتك وتوكلك على الله في التطبيق 

لذلك لا تتوقف ابدا, ولابد ان تحافظ على قراءة ما تيسر من القرآن يوميا واكتساب هذه العادة الحميدة التي لا بديل عنها اذا كنت فعلا تريد التغيير والتطوير من ذاتك وحياتك بالقرآن, وستكون هذه هي الخطوة العملية الأولى

اقرأ صفحة على الأقل يوميا من كتاب الله, واستمر على هذا دائما لأن خير القرآن ليس له حدود إلا الحدود التي تضعها لنفسك

واعلم ان المواظبة على القراءة يوميا أمر سهل, لأن قراءة صفحة او صفحتين لا تتعدى خمس دقائق من يومك, ولكن ثوابها وتأثيرها عظيم على حياتك

لذا استعن بالله وابدأ قراءة الآن.

👈للاشتراك في دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم 👉

👈الاشتراك في قناة د. إبراهيم عبد الواحد👉

برجاء تقييمك للمقالة في قسم التعليقات👇

Comments

  1. فاطمة العبدالعزيز

    ووجدت ضالتي بفضلالله معكم .. فاأين أنتم عنا من زمان🌹🌾

    1. Post
      Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *