وقت القراءة: 19 دقيقة
بعد قرائتك لهذا الدرس ستتعلم:
1/ متى يأتي التغيير الشامل الذي يغير حياتك للأفضل؟
2/ ماذا يحدث عندما لا تتحلى بالصبر في حياتك؟
3/ ماذا تفعل إذا تأخر الفرج؟
4/ ما أفضل قصة حقيقية تتحدث عن معاني الصبر الجميل؟
5/ كيف تعطي قيمة لحياتك؟
6/ ماذا يحدث لمن يتكلم كثيرا عن أهدافه؟
7/ ماذا تفعل عندما تتعرض لظلم؟
8/ ماذا تفعل عندما يتدهور بك الحال؟
9/ ما فائدة النظر للجانب الإيجابي من الأمور؟
10/ ما معنى الصبر الجميل والإحسان؟
11/ ماذا تفعل عندما تتعرض للمغريات والفتن؟
12/ ماذا تفعل ليكون لك قيمة في مجتمعك؟
13/ ما معنى الإخلاص التام لله؟
14/ ماذا تفعل عندما يطول عليك أمد الإبتلاء؟
15/ ما أفضل طريقة كي تؤمن بنفسك؟
16/ لماذا الصبر والإحسان والتقوى متلازمين دائما؟
17/ ماذا تفعل عندما تتكاثر عليك التحديات؟
18/ لمن يجب أن تشتكى؟
19/ ما هي معادلة النصر المبين؟
بسم الله نبدأ…
انت الآن قد وصلت لمرحلة متقدمة من تطوير ذاتك وتحسين حياتك بالقرآن الكريم فهنيئا لك, لقد حافظت على قراءة ورد يومي من القرآن وجعلتها عادة يومية أساسية, بدأت في حفظ سورة البقرة وبالفعل حفظت جزء كبير منها بفضل الله, كتبت وخططت لكل حياتك كما تريدها أن تكون, بدأت تأخذ بكل الاسباب كي تغير حياتك للأفضل, أحببت ذاتك ومازلت تجاهد نفسك باستمرار, جعلت من الشكر أسلوب حياة وطريقة للعيش, والآن ماذا بعد؟
متى يأتي هذا الفتح العظيم من الله وتتغير حياتك بالكامل للأفضل؟ متى يحدث هذا التغيير الجذري الذي تصبح بعده شخصا جديدا كليا؟ العلم عند الله, وما دمت مؤمنا بالله وواثقا في حكمته فلا بد أن تعلم وتتأكد ان الله قد وضع لكل شيء توقيته المثالي وما عليك إلا أن تتقي الله, وتستمر في إحسانك وتطوير نفسك, وتنتظر فرج الله وتصبر صبرا جميلا
“قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” (10 – الزمر)
انت الآن قد تغيرت كثيرا حتى دون أن تشعر, كل يوم هو خطوة للأمام في سبيل تطوير ذاتك وتحسين حياتك وسيأتي الفتح العظيم حتما لكن لكل شيء وقته الأمثل, لذلك كن من الصابرين الذين مهما طالت بهم الأيام فإنهم يحافظون على يقينهم بالله وبرحمته وكرمه, ولا يسمحون لضعف نفوسهم أن يسيطر عليهم ويدفعهم لأخذ ردود أفعال يمكن أن تسبب خسارتهم لكل ما بذلوا الجهد من أجل تحقيقه
لقد قطعت شوطا طويلا وبذلت الغالي والرخيص وجاهدت نفسك جهادا شديدا في سبيل تطوير ذاتك وتحسين حياتك بالقرآن الكريم, الأمر فقط يحتاج إلى بعض الصبر الجميل حتى تكتمل الصورة وتُكلل مجهوداتك بالنجاح الساحق بإذن الله
إن لم تكن صابرا متوكلا على الله, فسوف تكون فريسة سهلة لأهواء نفسك وتقلباتها وتسمح لشيطانك أن يلهو بك كيفما يشاء, ولن يمكنك أبدا أن تشعر بالسلام النفسي والطمأنينة لأن صبرك الجميل هو الذي يعطيك القوة كي تستمر بنفس راضية
إذا تأخر عليك الفرج والفتح تأكد أن الله سبحانه وتعالى لا يؤخر شيئا إلا لخير ولا يعجل بشيء إلا لخير, وفي تأخير الفرج اختبار لصدق نيتك وقوة شخصيتك وعمق إيمانك بالله
اعلم أن أعظم الأشياء هي التي تأتي بعد طول صبر وانتظار, لا تجعل نفسك توسوس لك بأن الأجل قد طال وأنه لا قيمة لما تفعله, إذا حدثتك نفسك بهذا قل لها أن من يؤمن بالله حقا ويتخذ القرآن الكريم مُعينا فلابد أن ينجح ويصل ولو بعد حين
وكما تعودنا في تطوير الذات بالقرآن الكريم فسوف نتناول موضوع الصبر بشكل عملي يصلح للتطبيق في حياتنا الواقعية كي نصل لنتائج حقيقية ملموسة يمكن قياسها وتحسينها, ولا توجد قصة في التاريخ تتحدث عن الصبر الجميل وفرج الله بعد طول المعاناة مثلما تحدثت قصة سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا مُحَمَّد أفضل الصلاة والسلام
وفي هذا الدرس المهم الذي هو مسك الختام, سوف نتناول بالترتيب كل الدروس المستفادة من سورة يوسف كي نتعلم منها معنى الصبر الحقيقي ونمتلك القدرة على تطبيقه عمليا كما يجب, فهيا بنا نعيش مع أحسن القصص…
1- لابد أن تكون صاحب رؤيا وهدف
“إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ” (4 – يوسف)
من جمال قصة سيدنا يوسف أنها بدأت برؤيا وانتهت بتحقيق تلك الرؤيا, بدأت بحلم واضح ومحدد والقصة كلها عبارة عن الخطوات والأسباب التي وُجدت وترتبت كي يصل سيدنا يوسف لهذا الحلم و يجعله حقيقة
وانت ما هو حلمك؟ ما هي رؤيتك الواضحة؟ ماذا تريد أن تفعل في حياتك؟ أين تريد أن تصل؟ ليس من الضروري أن ترى رؤيا في منامك وليس مطلوبا منك أن تعلم كل الخطوات اللازمة لتحقيق هدفك, كل ما عليك هو أن تعرف ماذا تريد من نفسك وتبدأ بأقل خطوة في نطاق قدرتك وتترك باقي التدبير لله
لا يمكنك أن تعيش دون هدف فأنت بذلك تهدر حياتك, لا يمكنك الانسياق وراء الملهيات والمغريات فأنت بذلك تفقد تركيزك وتفتن نفسك, إذا أردت أن تكون لحياتك قيمة ومعنى فعليك بالتخلص من كل الأشياء التي تجعلك تخسر الكثير من عمرك فيما لا يفيد وتبدأ باستثمار وقتك في الأشياء المهمة التي تساعدك في الوصول لهدفك
2- لا تتكلم كثيرا عن هدفك
“قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” (5 – يوسف)
تحدثنا في درس سابق عن خطورة أن تستشير من لا يمتلكون الخبرة لأنهم حتما سيعطونك معلومات خاطئة يمكن أن تثبط عزيمتك و تجعلك تسير في الاتجاه الخطأ, وإذا أردت المشورة فأفضل من تسألهم هم أصحاب الخبرة والدراية ومن تشعر أنهم يريدون مصلحتك ويحبون لك الخير, لكن عليك أولا أن تأخذ بالأسباب وإذا صعب عليك شيء يمكنك أن تطلب المساعدة ممن يقدرون على تقديمها
وفي هذا الدرس نزيد على هذا ألا تتكلم كثيرا عن هدفك حتى لأقرب الناس إليك كأفراد العائلة او أصدقائك المقربين, لأنهم لا يعلمون إمكانياتك الحقيقية ولا يؤمنون بقدراتك ويرون فقط ما تعودت أن تكون عليه, وكثير منهم للأسف يمكن ألا يحبون لك الخير حتى وإن كانوا يظهرون عكس ذلك
من يتكلم كثيرا عن هدفه سوف يفقد مع الوقت الدافع للقيام بأي فعل, إذا كنت تريد تحقيق هدفك فعلا توقف عن الكلام عنه وابدأ بالأخذ بالأسباب الفعلية الموصلة إليه وكن صبورا و مرنا لأقصى حد
3- كن على يقين برحمة الله حتى في أحلك الظروف
“فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ” (15 – يوسف)
“وَجَاؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ” (18 – يوسف)
الصبر على الابتلاء من أعظم العبادات وأكثرها أجرا, لا تحزن إذا مكر بك الناس وكادوا لك المكائد, إذا ابتلاك الله بشيء اعلم أن على قدر الصبر يأتي الجزاء, لا تجزع ولا تخاف وكن رابط الجأش لأنك تعلم جيدا أن الله سوف يكتب لك من هذا الضيق مخرجا بإذن الله
اعلم انك منتصر بإذن الله ولو بعد حين, وأن الله سوف ينتقم لك ممن ظلموك و أهدروا حقك, كن على يقين أنك بصبرك وقوة إيمانك سوف تكون في حال أفضل منهم وسوف يندمون أشد الندم على كل ظلمهم لك
في أغلب الأحيان لا يأتيك الغدر إلا ممن أعطيتهم الأمان وأظهرت لهم طيبة قلبك وصفاء نيتك وكنت شفافا معهم, وهنا يكون الابتلاء ثقيلا جدا على النفس محطما للقلب خاصة مع احساسك أنه لا يوجد في استطاعتك شيء, لكنك مطمئن ومرتاح لأنك في جوار الله وتعلم أن الله لن يخيب ظنك أبدا
من ظُلِم لابد أن يفرح لأنه في معية الله والله يقسم بعزته وجلاله لأنصرنك ولو بعد حين,تأكد أن الله يمكر لك ويرتب لك الأسباب وهم لا يشعرون, فقط تحلى بإيمان قوي وصادق واستعن بالله واصبر صبرا جميلا عند الصدمة الأولى, واعلم أن ما لا يقتلك فإنه حتما سيقويك بفضل الله
4- لا تحزن إذا تدهور بك الحال لبعض الوقت
“وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ” (19 – يوسف)
“وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ” (20 – يوسف)
لا تحزن من تقلبات الدنيا لأنك لا تعلم أين يكون الخير, قد يكون هذا الحال الذي تكرهه هو عين الخير والمصلحة لك كما تحدثنا في درس سابق, فهذا سيدنا يوسف ابن الأكرمين يلتقطه بعض السيارة من الجب ويبيعوه كأنه بضاعة بثمن بخس في أرض مصر, وكانوا فيه من الزاهدين
لا تحزن إن زهد فيك الناس ولم يعرفوا قيمتك أو عاملوك بأقل مما تستحق, لا تحزن إن تدهور بك الحال وتغير أحوالك لما لا تحب, فأنت على موعد مع الفرج العظيم والفتح المبين إن أنت فقط رضيت وصبرت على قضاء الله, الرضا بقضاء الله من دلائل العبودية لله, فإن كنت تعتقد حقا أنك عبد لله, فلا تسخط أو تتذمر من أمر أجراه الله عليك لأنه إرادة الله وحكمه الذي لا يُرد
قد يكون هذا التدهور هو بداية نصرك لكنك لا تعلم, قد يكون فاتحة خير عليك وانت لا تدري, فقد كان كذلك مع سيدنا يوسف لأنه إن لم يباع في أرض مصر فكيف كان سيصبح فيما بعد عزيز مصر؟
نحن نحكم على أحداث حياتنا بنظرتنا المحدودة وعلمنا القليل, لكن الله يدبر الأمر ويسبب الأسباب وقد يعطيك نعمة عظيمة في صورة نقمة مؤقتة, والصبر الجميل هو مفتاح الفرج الكبير بإذن الله
5- إن مع العسر يسرا
“وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ” (21 – يوسف)
درب نفسك على النظر للجانب الإيجابي, فكل ابتلاء أو تدهور حال يمكن أن يصيبك لابد أن يكون معه شيء إيجابي أو فائدة عليك بالبحث عنها والتركيز عليها والاهتمام بها , فهذا سيدنا يوسف بعدما بيع في أرض مصر أكرمه الرجل الذي اشتراه وأحسن إليه, وفي ذلك إشارة صريحة أن مع العسر يسرا, و هذا من ستر الله ولطفه ورحمته بعباده
النظر للجانب الإيجابي للأحداث من دلائل الرضا بقضاء الله, وعندما ترضى بقضاء الله سوف تزداد قوة وتمكينا, على العكس من ذلك إذا كنت ساخطا متذمرا من قضاء الله فلن تزداد إلا حيرة وندم وضعف وسوف يتدهور بك الحال أكثر
أكثر الناس لا يعلمون حكمة الله في خلقه ولا يدرون أن الله دائما غالب على أمره وفعال لما يريد فلماذا تشعر بالخوف إذا ألمَّ بك خطب ولا تتوكل على الله؟ ولماذا تجزع ولا تصبر؟ ألست مؤمنا بالله؟
6- لا تتوقف عن تطوير نفسك
“وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ” (22 – يوسف)
بالصبر الجميل والإحسان تنول كل الحكمة والعلم من الله, لا تتوقف أبدا عن تحسين نفسك وتطوير ذاتك باستمرار, عالج اخطائك, ارفع وعيك, تعلم وأفعل أشياء جديدة كل يوم, تعلم من ماضيك, ركز تماما في حاضرك, استمتع بحياتك
الصبر الجميل هو الصبر الذي لا يكون معه تذمر او تعجُّل, هو حالة راقية من العبودية لله تعيشها وانت مطمئن تماما لحكمة الله وعدله ورحمته وتنتظر فرجه, والإحسان المستمر هو رغبة صادقة مصحوبة بعمل وأخذ بالأسباب كي تكون شخصا أفضل وتعيش في أعلى الدرجات, انت تريد لنفسك كل الخير والنجاح دائما لذلك انت لا تتوقف ابد عن تطوير نفسك وتحسين حياتك
7- لا تستجب للمغريات
“وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ” (23 – يوسف)
“قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ” (33 – يوسف)
“فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (34 – يوسف)
أثناء صبرك واحسانك ورحلة تطوير ذاتك بالقرآن الكريم, قد يصيبك بعض الوهن في العزيمة وقد يؤدي بك استبطاء الفرج وصعوبة التحديات إلى الانسياق وراء المغريات والطرق السهلة لتحصيل فائدة وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع
فإذا استجبت لضعف نفسك وغرورك واستعجلت الفرج تكون قد خسرت كل مجهودك واحسانك ومشيت في طريق الوهم ولن تتغير حياتك أبدا وتكون من الجاهلين
لكن إذا استعنت بالله وصبرت وتذكرت لماذا بدأت وقدرت على نفسك وروضتها تكون قد أخذت أعظم خطوة في اتجاه تطوير ذاتك وتحسين حياتك, ولك عظيم الجزاء والأجر والفتح المبين من الله بإذن الله
ترويض النفس مهارة جليلة لا تأتي في يوم وليلة وبالطبع تحتاج لكثير من المحاولات كي تقدر فعلا على اكتسابها, لا تشعر بالضيق او تيأس إذا غلبتك نفسك في بعض الأحيان لكن انظر إلى الجانب الإيجابي وهو أنك حاولت وجاهدت, ومع استمرار المحاولة سوف تزداد إرادتك صلابة وقدرة على مواجهة كل المغريات
أيضا نتعلم من الآية الكريمة فضيلة الوفاء لمن أحسنوا إليك, فقد رفض سيدنا يوسف الانصياع لامرأة العزيز لخوفه من الله أولا, و لوفائه للرجل الذي أحسن مثواه و أكرمه بعد الضيق والمحنة, دائما تذكر فضل من كانوا السبب في نجاحك, وإن لم تفعل فستكون من الظالمين والعياذ بالله
8- المزيد والمزيد من الصبر الجميل
“ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ” (35 – يوسف)
بعد إكرام المثوى, دخل سيدنا يوسف السجن ظلما وعوقب على شيء لم يفعله, فلم تكن ردة فعله إلا مزيدا من الصبر الجميل والجَلَد وحسن الظن بالله ولم يخيب الله ظنه, قد تتعرض لمزيد من التحديات واحدا تلو الآخر, مثل أن يقع عليك ظلم بيِّن أو تصيبك خسارة غير متوقعة, وفي هذه الحالة انت تحتاج أن تُذكِّر نفسك أكثر بحكمة الله عز وجل وبقوة إيمانك به وتتسلح بمزيد من الصبر الجميل
كن واسع الصدر و احذر الشكوى والتذمر, ذكِّر نفسك أن دوام الحال من المحال وأن تلك التحديات لها وقت محدد وتنتهي بإذن الله, خذ بكل الأسباب التي في استطاعتك ثم سَلِّم أمرك لله
9- الإحسان يجذب الأنظار إليك
“وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ” (36 – يوسف)
إذا أردت أن يكون لك قيمة ومكانة بين الناس لابد أن تكون متميزا في شيء ما, إذا أردت أن يأتي الناس إليك ويطلبون مشورتك عليك باختيار شيء تحبه ثم تصبح الأفضل فيه, لا تحاول أن تصبح متميزا في عديد من الأشياء فأنت بذلك تهدر طاقتك وتفقد تركيزك, كن واقعيا وانظر فيما أنت متميز فيه بالفطرة وقم بتحسينه باستمرار حتى تصل لأعلى الدرجات
عندما تعرض سيدنا يوسف لظلم كبير ودخل السجن, لم يقابل ظلمه بالقنوط أو الشكوى و إنما رضى بقضاء الله ثم استمر في تطوير وتحسين نفسه والإحسان للغير وفعل الخيرات, فقد اشتهر في السجن بالجود والأمانة وصدق الحديث وعيادة المريض بالإضافة إلى علمه الغزير الذي تعلمه من الله عز وجل مثل تفسير الرؤى
إحسان وتميز سيدنا يوسف جذب أنظار الناس إليه وجعلهم يقدِّروه ويوقِّروه ويطلبون مساعدته ويثقون في علمه, حتى أن واحدا منهم والذي سينجو من السجن فيما بعد سوف يشهد له بالعلم والتميز عند الملك وستكون تلك الشهادة هي السبب المباشر لبراءة سيدنا يوسف وخروجه من السجن و وصوله لمنصب عزيز مصر
وأنت ماذا فعلت لتحسين وتطوير نفسك؟ ما المهارات التي تجيدها؟ متى أخر مرة سمعت فيها درسا عن أي فرع من فروع العلم على شبكة الإنترنت؟ كم كتابا في مجال تخصصك قرأت؟ كم لغة أجنبية تعلمت؟ هل سعيت للحصول على درجات علمية أعلى أم قنعت بالمستوى العلمي الذى وصلت إليه؟
10- الإخلاص لله
“قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ” (37 – يوسف)
“وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللَّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ” (38 – يوسف)
“يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ” (39 – يوسف)
“مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ” (40 – يوسف)
لم ينسب سيدنا يوسف فضل علمه وإحسانه إلى نفسه, ولكن نسبه إلى المنعم الحقيقي وهو الله عز وجل, وهنا نتعلم أن نرجع ونسلم كل أمرنا لله مخلصين إليه, إذا كنت تريد تطوير ذاتك وتحسين حياتك بالقرآن الكريم فما هي الغاية النهائية من كل هذا؟
لابد أن تكون غايتك هي ارضاء الله سبحانه وتعالى, لا تكون نيتك تحصيل أي فائدة مادية أو شهرة او عرض زائل, مع العلم أن كل هذه الأشياء مجرد وسائل مشروعة ومستحبة لكن لا يصح أن تكون غاية وهدف أسمى
افهم جوهر عبوديتك لله الواحد, انت تعبد الله لأنه خالقك وسيدك ومالك أمرك, فتفعل كل شيء في استطاعتك لترضيه, تأخذ بكل الأسباب, تطور ذاتك وتحسن حياتك وتستمر في إحسانك و شكرك وصبرك الجميل لأنك مؤمن بالله ومؤمن بحكمته وتعرف جيدا أنه يحبك ويريد مصلحتك
لا تستعين إلا بواحد, ولا تسأل إلا واحد, ولا تتوسل إلا لواحد, ولا تخاف إلا من واحد, ولا ترجو إلا واحد, ولا تتوكل إلا على واحد, ولا تطلب السماح والعفو إلا من واحد, ولا تطمع إلا في كرم واحد, ولا تعبد إلا واحد, ولا تتذلل إلا لواحد, و في ذلك له قمة كرامتك وعزتك
الإخلاص التام لله يمكن أن يمثل تحديا صعبا, في أول الأمر انت تريد تطوير ذاتك وتحسين حياتك لأنك ترغب في بعض الفوائد المادية, مثل المال, زيادة الرزق, الشهرة, السيادة, العلم, الزواج, الأولاد, منزل, سيارة … وكل ذلك جميل لكن مع الوقت ستشعر أنه مهما امتلكت من فوائد فلن تشعر بالرضا عن نفسك او عن حياتك ولن تشعر بالسلام النفسي أبدا لأنك تلهث وراء أشياء زائلة ونسيت أن الباقي الوحيد هو الله عز وجل
لذلك درب نفسك على تذكر الله في كل أمورك, جدد نيتك دائما و اجعلها لله في كل شيء تقوم به, ومع الوقت ستجد أن إخلاصك لله يزيد و رغبتك في ارضاءه تتعاظم حتى تصبح من عباد الله المخلصين المنتصرين على نفوسهم و أهوائهم
11- لا تتعجل الفرج
“وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ” (42 – يوسف)
استعجال الفرج إنما يدل على نفاذ الصبر, وإذا نفذ صبرك ستكون عرضة لأهوائك, فتصبح سهل الانقياد وراء شهوات نفسك وضعفها وتفقد أجر وثواب الصبر الجميل وسوف تستحق العقاب المتمثل في طول فترة الانتظار
تحلى دائما بالصبر الجميل مهما طال بك الأمد, لأنك تجازى على طول صبرك فكلما صبرت أكثر كان الفرج من الله أعظم و أجرك وثوابك أكبر
من تفسيرات هذه الآية الكريمة, أن سيدنا يوسف طلب من الفتى الذي سينجو من السجن أن يذكره عند الملك ويطلب العفو عنه لأن سجنه قد طال, فكان ذلك السؤال سببا في زيادة الفترة التي قضاها سيدنا يوسف في السجن لأنه تعجل الفرج و استعان بغير الله فعاقبه الله
وسواء كان هذا هو التفسير الصحيح للآية أم لا, فإننا نلاحظ في تجارب حياتنا العادية أنه كلما استعجلنا حدوث شيء كلما زاد هذا الشيء بعدا عنا و صعب الحصول عليه, إذن فهذا المعنى حقيقي, فيجب علينا إذا أردنا حدوث شيء أن
نتحلى بالصبر الجميل ولا نستعجل حدوثه لأن في تعجلنا دليل على عدم رضانا بوضعنا الحالي, ومن لا يرضى بحاله سيعاقبه الله بمزيد مما لا يرضيه
12- كن مؤمنا بنفسك
“قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ” (55 – يوسف)
مع استمرار صبرك واحسانك وتطوير ذاتك والتحسين من نفسك وحياتك ستصل إلى مرحلة الثقة التامة بالنفس لأنك أخذت بكل الأسباب الممكنة ومع الوقت ستكتسب إيمانا عميقا بنفسك وبقدراتك
نلاحظ في هذه الآية أن سيدنا يوسف مدح نفسه وهذا أمر محمود إذا كان المدح معتمدا على حقائق وأفعال وتجربة وليس على أوهام او أماني فارغة, وبالفعل عندما صار سيدنا يوسف عزيز مصر وأتقن عمله وأخرج البلاد من محنة عظيمة أثبت أنه يستحق هذه المكانة وهذا النصر
استحقاق سيدنا يوسف نتيجة سنوات طويلة من الصبر الجميل والإيمان بالله وتحسين النفس وتقوى الله, لذلك لا تستعجل النصر ولا تطلب استحقاقا في غير محله, ابذل كل ما تستطيع أولا من جهد وسعي وصبر وإحسان وستجد بإذن الله الفتح المبين والنصر هو الذي سيأتي إليك
13- يأتي النصر بالصبر والإحسان والتقوى
“وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (56 – يوسف)
“وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ” (57 – يوسف)
في سورة يوسف نلاحظ تكرار معاني الصبر والإحسان والتقوى, نفهم من هذا أنهم يكملون بعضهم البعض ولا يصلح أحدهم دون الأخر, فإذا أردت نصرا عزيزا من الله لابد أن يكون صبرك من الصبر الجميل أي الذي تكون نفسك معه راضية ومطمئنة بقضاء الله ولا يصاحبه أبدا شكوى او تذمر أو قنوط أو اعتراض على أمر الله, وأثناء صبرك لا تتوقف عن إحسانك والأخذ بكل الأسباب التي في استطاعتك كي تطور ذاتك وتُحسِّن حياتك, ولابد أن تتقي الله
تقوى الله تعني إحساسك بوجود الله معك أينما كنت, تشعر بمراقبته لك دائما, التقوى شعور يسكن القلب مصدره الخوف من الله وتعظيم قدره, فتمنع نفسك عن فعل أي شيء يمكن أن يغضب الله عز وجل, الذنوب والمعاصي تسبب ضيقا في النفس وكآبة على الوجه وسوادا في القلب, لا تتوقع أبدا نصر أو توفيق أو فتح من الله إن كنت عاصيا لله
تطوير ذاتك بالقرآن الكريم يجعلك تعيش في حالة قرب وصفاء مع الله لأنك تعيش بالقرآن الذي هو كلام الله, ومع استمرار حفظك للقرآن تقترب أكثر وأكثر حتى تصل للمعية الكاملة مع الله عز وجل بإذن الله, لكن كثرة الذنوب قد تحول بينك وبين الوصول لتلك الحالة الصفائية لأنها تبعدك عن مراد الله منك
فلو عصيت او ارتكبت ذنبا فكن من المستغفرين التائبين الراجعين إلى الله, لا تتوقف أبدا عن الاستغفار بلسانك والندم على الذنب بقلبك لأن كثرة الاستغفار والتوبة تمسح ذنوبك وتُنقِّيك من الخطايا, فكلما استغفرت ورجعت إلى الله بعد ذنبك, كلما أراح الله قلبك وغفر لك وبدل سيئاتك حسنات
في أول الأمر ستقاوم الذنب وتجاهد نفسك وقد تشعر ببعض المعاناة, لكن بعد فترة عندما تتوب من الذنب تماما وتتذوق حلاوة العيش بتقوى الله لن تفكر أبدا في العودة للذنب مرة أخرى لأنك شعرت بالسلام النفسي عندما يكون الله راضٍ عنك
تقوى الله هي ثمرة تطوير ذاتك وتحسين حياتك بالقرآن الكريم, هى أفضل نتيجة نطمح إليها بعد كل هذا الجهد, هي الجائزة الكبرى, عندما تتقي الله في كل أمورك, لا تفعل إلا ما يرضي الله, لا تقول إلا ما يرضي الله, لا تفكر إلا فيما يرضي الله, ستنول بإذن الله كل خير الدنيا والآخرة و سيجازيك الله على صبرك أعظم الجزاء
14- حسن الظن بالله
“قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ” (83 – يوسف)
عندما يظلمك الناس و تتكاثر عليك التحديات ويسوء بك الحال كن حسن الظن بالله واعلم أن الله قادر بكل سهولة أن يفرج همك ويخرجك من ضيقك, لذا فكن دائما متأملا خيرا في الله وتأكد أن الله عليم بك وأنه قد جعل لكل شيء وقتا ولن يضيع صبرك وإحسانك وأنه إذا اشتدت بك الظروف حتى تظن أنه لا يوجد مخرج فإن نصر الله قريب وأقرب مما تتصور بإذن الله
15- لا تشتكي للبشر
“قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ” (86 – يوسف)
عندما تصاب بالحزن الشديد اعلم أن أفضل من تدعوه وتشكو إليه هو الله عز وجل لأنه هو القادر أن يفرج همك وينصرك من حيث لا تحتسب لذلك لا تخسر أجر صبرك الجميل ولا تضيع وقتك وجهدك في الشكوى لمن لا يملك لك من الأمر شيء وتوكل على الله وحده, و كما نصر الله سيدنا يعقوب وجمعه بسيدنا يوسف بعد سنوات طويلة ونصر سيدنا يوسف وأعزه بعد السجن كن على يقين أن الله لن يخذل أبدا من دعاه وأحسن الظن به
16- معادلة النصر المبين
“قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (90 – يوسف)
مرة أخرى تذكر لنا السورة فوائد التقوى والصبر والإحسان وكيف أنهم أفضل طريق للفرج والمِنَّة من الله عز وجل, درب نفسك على تذكر هذه المعادلة عندما يصيبك أي ابتلاء أو ضيق, كل ما عليك هو أن تتقي الله ولا تسمح لحزنك او غضبك أن يقودانك لفعل ما لا يُرضى الله, وعليك بالصبر الجميل وتسليم الأمر لله والرضا التام بقضاءه, ثم تستمر في تحسين نفسك وحياتك حتى يأمر الله لك بالفرج والنصر المبين بإذن الله
في السورة الكريمة مزيد من المعاني والفوائد العظيمة التي تحتاج تأمل وتدبر وتفكر وتطبيق عملي, لكن في هذا الدرس سنكتفي فقط بالدروس المستفادة الخاصة بالصبر كما ذكرنا, الصبر الجميل مهارة مهمة وقيمة عظيمة لابد أن تتقنها وتعيها جيدا كي تصل لكل أهدافك وتنجح بالفعل في تطوير ذاتك وتحسين حياتك بالقرآن الكريم, وعليك أثناء حفظك و قرائتك للقرآن أن تتدبر وتستخلص كل المعاني التي تفيدك في حياتك بإذن الله.
كورس تطوير الذات بالقرآن الكريم مع د. إبراهيم عبد الواحد