تطوير الذات بالقرآن الكرم (28)- حب الذات: صحة البدن والنفس

وقت القراءة: 8 دقائق

بعد قراءة هذا الدرس ستتعلم:

1/ ما علاقة صحة الجسد والنفس بحب الذات والسلام النفسي؟

2/ لماذا لا يجب عليك الشعور بالعار من المرض النفسي؟

3/ كيف يساعدك النوم والاستيقاظ مبكرا في تحسين حياتك؟

4/ كيف تكتسب عادة النوم والاستيقاظ المبكر؟

5/ كيف يساعدك الطعام القليل والصحي في تحسين صحتك وحياتك؟

6/ كيف تساعدك ممارسة الرياضة بانتظام في تحسين صحتك وحياتك؟

7/ كيف يساعدك البعد عن وسائل التواصل الافتراضي في تحسين حياتك؟

8/ كيف يساعدك قضاء وقت أطول خارج المنزل في تحسين صحتك وحياتك؟

9/ كيف يساعدك العيش في اللحظة الحالية في تحسين نفسيتك وحياتك؟

10/ كيف يساعدك الانتصاب في المشي والاعتدال في الجلوس في تحسين صحتك ونفسيتك؟

11/ لماذا ينبغي عليك ترك او تقليل تناول المواد المنبهة؟

12/ لماذا من الضروري تخصيص وقت للراحة والمتعة؟

بسم الله نبدأ…

صحة الجسد والصحة النفسية أمران ضروريان للحفاظ على حياة سعيدة و الوصول للسلام النفسي, لا يوجد إنسان يحب ويحترم ذاته إلا وكان يهتم بمظهره الخارجي و بصحته الجسدية والنفسية, إذا كنت تشتكي او تعاني من مرض ما سواء بدني او نفسي فواجب عليك أن تأخذ بكل الأسباب كي تشفى منه بإذن الله ولا تتهاون او تهمل فيه أبدا

فور احساسك أن هناك شيء خطأ اذهب لطبيبك واطمئن على حالتك, ولا تشعر بالعار او الخزي إذا كان مرضك نفسي فإنه لا يختلف أبدا ولا يقل أهمية عن المرض العضوي, انت لا تشعر بالعار إذا كنت مصابا بالبرد مثلا أليس كذلك؟ جسدك هو بيتك الحقيقي ولابد أن تعتني به دائما مثلما تعتني بنظافة ونظام منزلك الذي تعيش فيه, لأن راحة جسدك هي السبيل لراحة نفسك والعكس صحيح 

حسن الخلق والعيش بأخلاق القرآن سيؤديان بك لمزيد من الراحة النفسية كما تحدثنا في درس سابق, و في هذا الدرس سنذكر مزيدا من النصائح للحفاظ على صحة بدنك ونفسيتك بإذن الله

1- النوم والاستيقاظ مبكرا

بالتأكيد انت تعلم فائدة حصولك على عدد ساعات كافي من النوم ليلا وأثر ذلك على تحسين صحتك ونفسيتك ولكني هنا لن أذكر لك الفوائد الصحية التي تعلمها جيدا, بل سأذكر كيف سيساهم النوم الصحي في تحسين حياتك: 

1- ستكون قادرا على صلاة الفجر في موعده:

للأسف الشديد فإن كثير من الناس يهملون هذه الصلاة الهامة ولا يصلونها إلا بعد شروق الشمس او بعد فوات وقتها بزمن طويل, لا تتوقع أي بركة في يومك وعمرك إذا أهملت صلاة الفجر لأنها تحتوي على كل البركة والتوفيق

عندما تحافظ على صلاة الفجر لمدة طويلة من الزمن ستشعر أنك مميز عند الله لأن الله اختارك للوقوف أمامه في هذه الساعة المبكرة من اليوم, شعورك أخر اليوم أنك صليت جميع فروض الله في أوقاتها شعور جميل لا يمكن وصفه بالكلمات لكنه سينعكس جليا على احساسك العام تجاه نفسك وعلى تقديرك واحترامك لذاتك 

2- ستسبق كل الناس في التخطيط ليومك:

عندما تستيقظ مبكرا سوف تسبق كثير من الناس في التخطيط ليومك وهم لا يزالون نائمون, ستشعر أنك أصبحت أكثر نشاطا وإقبالا على الحياة وسيزيد معدل انجازك, لساعات الفجر الأولى سحر خاص يجعلك أكثر تركيزا وستعلم ماذا تريد إنجازه في يومك بالتحديد لأنك تمتلك الطاقة والوقت للسعي والعمل لأنك قد أخذت قسطا كافيا من النوم والراحة 

3- استغلال الوقت الإضافي:

أفضل وقت للاستيقاظ يكون بين الرابعة والخامسة صباحا, إذا استطعت فعل هذا ستكسب على الأقل ساعة إضافية قبل موعد عملك او دراستك ويمكنك استغلال هذه الساعة في فعل أي شيء تحبه ولا تجد له وقتا خلال يومك المليء بالمهام الأخرى, مثلا يمكنك قراءة كتاب في مجال تخصصك, او مشاهدة فيديوهات تعليمية عن موضوع يثير اهتمامك, يمكنك أن تقوم ببعض التمرينات الرياضية التي تساعدك على حرق مزيد من الدهون وبدء يومك بمنتهى النشاط والحيوية, يمكنك حتى أن تجلس في هدوء تام وتتفكر في حياتك وتعيد تنظيم أولوياتك لأن ساعات الصباح الأولى تكون هادئة للغاية وتساعد على التفكير بهدوء, أيضا ذلك الوقت الإضافي يساعدك على بدء مهام يومك الاعتيادية بشيء من الراحة والتروي والتأني فيمنع عنك التوتر والاستعجال المصاحبين دائما للإستيقاظ متأخرا 

4- لديك الوقت الكافي لتناول طعام الإفطار:

الذي يستيقظ مبكرا من السهل عليه تناول طعام الإفطار الذي هو أهم وجبة في اليوم, لكن من يصحو متأخرا دائما لا يمتلك الوقت الكافي لتحضير الطعام قبل الخروج للعمل او للدراسة فتجد نظامه الغذائي غير متوازن دائما ولا يستطيع جسده حرق السعرات الحرارية بطريقة سليمة مما ينعكس بالسلب على تركيزه و أداء مهامه اليومية

لذلك من أجل الحصول على كل تلك الفوائد وأكثر وإذا أردت حقا اكتساب عادة النوم والاستيقاظ مبكرا وتغيير حياتك فابدأ بالتدريج الذهاب للفراش في وقت مبكر كل يوم و عوِّد نفسك على الاستيقاظ في وقت مبكر أيضا بالتدريج ومع الوقت ستجد نفسك تنام وتصحو في وقت مبكر حتى دون جهد منك الأمر فقط يحتاج لصبر وتأني حتى تعتاد على هذا النظام الجديد

2- الطعام القليل والصحي 

يمكنك أن تتعجب عندما تعلم أن الطعام القليل يريح جسدك وعقلك وروحك لأنك عندما تكثر في الأكل خصوصا الغير صحي فأنت بذلك تجهد جسدك وتحمله فوق طاقته لأن هضم كل هذا الطعام يحتاج لوقت طويل ويخفض مستوى طاقتك

لذلك إلزم نفسك بالأكل الصحي المتوازن في غير تخمة, تناول طعامك ثلاث مرات يوميا كي لا تظلم نفسك و بالمقابل احرص ألا تملأ معدتك بمختلف الأصناف من الطعام, فقط كُل على قدر حاجتك دون إفراط كي تظل نشيطا ومتوازنا

لا تمنع نفسك من أكل اللحوم بل تناول كل العناصر الغذائية لكن في توازن و أكثر من تناول الخضروات الطازجة والمواد الغنية بالألياف لأنها سهلة الهضم ومغذية, و احرص على تناول القدر الكافي من الماء لأن كل العمليات الحيوية تقريبا تحتاج للمياه من أجل أن تسير بشكل صحيح

3- اجعل لممارسة الرياضة نصيب من وقتك

كلما حركت جسمك أكثر كلما ازددت نشاطا وازداد يومك بركة وإنجاز, في زمننا الحالي أصبح الحصول على تمارين رياضية مفيدة سهلا جدا, احرص على ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة ثلاث مرات في الأسبوع, يمكنك الذهاب لأحد النوادي الرياضية او حتى التمرين في المنزل ويوجد آلاف الفيديوهات الرائعة على شبكة الإنترنت لهذا الغرض, ممارسة الرياضة بانتظام تزيل الاكتئاب وتجعلك أكثر إيجابية وتفاؤل وتطلعا للحياة وتزيد ثقتك في نفسك وفي مظهرك, حافظ على عادة المشي لمدة ربع ساعة يوميا

4- أقضي وقتا أطول بعيدا عن وسائل التواصل الافتراضي

إذا كنت ممن يدخلون على شبكة الإنترنت كل دقيقة لمشاهدة تحديثات أصدقائهم على شبكات التواصل الاجتماعي أنصحك بالتقليل من هذه العادة لأنها مع الوقت تسبب انفصال وانعزال عن العالم الواقعي بل وتسبب انفصالك حتى عن نفسك لأنها تجعلك منتبها أكثر لحياة الآخرين وتنسى الاهتمام بحياتك انت مما يسبب الشعور بالاكتئاب والوحدة وينعكس بالسلب على صحتك النفسية وعلى الصورة التي ترى بها نفسك, لا تجعل وسائل التواصل الافتراضي شيئا أساسيا في يومك ولا تجعلها بديلا للتواصل الحقيقي في العالم الواقعي, انتبه أكثر لحياتك انت, افعل الأشياء التي تحبها وتستمتع بها واجعل ليومك معنى

5- اقضى وقتا أطول خارج المنزل

اجعل منزلك مكان للراحة والسكينة بعد عناء يوم طويل, عرِّض نفسك أكثر لأشعة الشمس والهواء الطلق, تأمل المناظر الطبيعية حولك وامشي بالقرب من نهر او ينبوع للمياه او حديقة قريبة من مكان عملك او منزلك, اخرج أكثر للاماكن العامة وتحدث أكثر مع الناس, لا تحبس نفسك في منزلك لأن قلة الحركة والعيش في نفس المكان لمدة طويلة يمكن أن يصيبك بالاكتئاب او انخفاض مستوى طاقتك والكسل

6- ركز في اللحظة الحالية

إذا سألتك فيما تفكر الآن أغلب الظن أنه شيء من الماضي او في المستقبل القريب او البعيد, نسبة قليلة جدا من الناس هم من يعيشون بكامل تركيزهم في الوقت الحاضر وهؤلاء هم السعداء حقا

اتفق معك أن أحيانا نثقل أنفسنا بكثير من المهام التي نريد انجازها في يومنا للدرجة التي لا نستطيع معها إعطاء كل شيء حقه, لكن إذا ظللت تفكر بهذه الطريقة فلن تكسب شيء سوى مزيد من التوتر والقلق ولن تستمتع أبدا بأي شيء تقوم به

لذلك من العقل والحكمة أن تعطي لكل شيء حقه من تركيزك وانتباهك, لا تفعل شيء وانت تفكر في شيء آخر, بل فكر تماما فيما تفعله ولا تشرع في فعل شيء جديد إلا عندما تنتهي مما تفعله الآن

7- انتصب في مشيتك واعتدل في جلستك

ذكِّر نفسك دائما أن تسير وانت مستقيم الظهر مرفوع الرأس و أيضا أن تجلس وظهرك مستقيم وغير معوج, هذه العادة الحميدة ليست فقط مفيدة كي تحافظ على سلامة جسدك, لكنها أيضا تعطيك شعور رائع بالثقة في النفس وتقدير عالي للذات, تذكر أنك إنسان مكرَّم وأنك لا تحني ظهرك إلا لله عز وجل 

8- قلل من المواد المنبهة التي تحتوي على الكافيين

المواد المنبهة والمنتشرة بكثرة مثل الشاي والقهوة يمكن أن يكون لها بعض الفوائد الصحية لكن اعلم جيدا أن ضررها أكبر بكثير من نفعها خصوصا على المدى الطويل, فأنت حين تعتمد في تركيزك وزيادة انتباهك على كوب من الشاي الأسود او القهوة فأنت بذلك تخبر عقلك أنك لا تستطيع ممارسة حياتك بشكل طبيعي دون تناول هذا الكوب المهم والذي تجعله أهم حتى من الطعام والماء فيصبح كالإدمان وإذا لم تتناوله تصاب بالتوتر والضيق ولا ترتاح إلا بشربه, أيضا المواد المنبهة تسلبك نعمة النوم الهادئ والمريح لأنها تجعل عقلك دائم التفكير والنشاط الغير مبرر

لذلك من الأفضل والأسلم أن تمتنع عن تناول تلك المواد المنبهة تماما او أضعف الإيمان أن تقلل كثيرا من تناولها ولا تجعلها عادة يومية أساسية 

9- خصص وقت من أجل اللعب والمتعة الخالصة

نحن نحتاج بشدة لقضاء وقت ممتع من حين لآخر, الحياة ليست كلها حول تطوير الذات والسعي الجاد تجاه الأهداف, احرص على تخصيص وقت كل أسبوع للترويح عن نفسك, افعل شيئا تحبه يجعلك تشعر بالمتعة الخالصة التي لا يصاحبها تفكير أو قلق من أي نوع, أعط نفسك هذا الحق الأصيل في الاستمتاع لأنك تستحق بعض الراحة والفرحة

يمكنك الخروج مع أصدقائك او ممارسة أنشطة ترفيهية مع أفراد عائلتك او زملاء العمل, يمكنك الاستمتاع بأجازة نهاية أسبوع هادئة في منزلك لا تفعل أي شيء إلا الاسترخاء ومشاهدة ما تحبه, يمكنك الذهاب لأجازة قصيرة او حتى طويلة في مدينة ساحلية والاستمتاع برؤية البحر, افعل كل ما يحلو لك المهم أن تأخذ بعض الوقت بعيدا عن مهامك اليومية وضغوطات الحياة, لأن هذا الوقت حتما سيعينك على تحمل واجباتك وأدائها بشكل جيد فيما بعد

ذكرت هنا بعض العادات التي سوف تساعدك بإذن الله على المحافظة على صحة جسدك وتحسين نفسيتك, بالتأكيد يوجد الكثير من العادات المفيدة الأخرى لكني حرصت على ذكر العادات التي قمت بتطبيقها على نفسي أولا وأعلم جيدا مدى قوتها وعِظَم تأثيرها الإيجابي على حياتك وشعورك بحب الذات و السلام النفسي, ويمكنك أيضا إضافة عادات جديدة قمت انت بتجربتها وتعلم جيدا أنها ستفيدك.

👈للاشتراك في دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم 👉

👈الاشتراك في قناة د. إبراهيم عبد الواحد👉

برجاء تقييمك للمقالة في قسم التعليقات👇

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *