التوتر الناتج عن الضغط: الأعراض والحل

وقت القراءة: 7 دقائق

من المهم ان نتعرف مبكرا على العلامات الدالة على تزايد الضغط وما يصحبه من توترات لأن هذه الأعراض هي إنذار مبكر بالخطر كي نحاول معالجة الأمور المسببة للضغط قبل أن تتفاقم وتستعصي على العلاج ومن المهم أيضا ان ندرب أنفسنا  على ملاحظة أعراض الضغوطات في انفسنا او في الآخرين ممن يهمنا أمرهم مثل أحبائنا وأطفالنا وشركاء الحياة 

العلامات الدالة على تزايد الضغط: (هل تتعرض لأي منها؟)

  • تسارع ضربات القلب
  • جفاف الفم والحلق
  • فقدان الشهية او تزايدها
  • آلام المعدة
  • ضيق التنفس
  • تناقص الوزن بسرعة او تزايده بسرعة
  • الآلام العضلية
  • قضم الأظافر
  • الشحوب
  • القلق الزائد على توافه الأشياء
  • التهرب وتجنب مصادر الضغط بدلا من مواجهتها
  • الإصابة بمشاعر الكدر والانقباض
  • الأرق واضطراب النوم
  • الشعور المبالغ فيه بالذنب
  • الانفعال لأتفه الأسباب
  • الضحك الهستيري
  • الحفز والاستفزاز السريع
  • النسيان
  • ضعف التركيز وتشتت الانتباه
  • الصداع المستمر
  • تهويل الأمور
  • كثرة التغيب والتأخر عن العمل
  • الإفراط في التدخين
  • تعاطي مهدئات نفسية بكثرة دون وصف الطبيب
  • الإفراط في مشاهدة التليفزيون
  • سوء استغلال الوقت
  • تعاطي المخدرات
  • الميل للمشاجرة والعراك
  • التهرب من المسؤوليات الحيوية كالدراسة والعمل
  • الحساسية المفرطة للنقد
  • ضعف العلاقات مع الآخرين
  • الشعور الدائم بالرفض
  • تجنب التفاعل مع الآخرين

بملاحظتك لبعض او كل العلامات السابقة يمكنك التعرف على ما قد حل بك او بغيرك من استجابات سلبية سواء كانت نفسية او عضوية نتيجة للمعاناة من الضغوطات, افهم أنه ليس بالضرورة ان تشعر بكل تلك الأعراض مرة واحدة ولكن كلما زادت تلك العلامات كلما كان ذلك دليلا قويا على تزايد التعرض للضغط

المخاطر الصحية للتوتر الناتج عن الضغط

التعرض لمزيد من ضغوطات الحياة اليومية دون انضباط وتحكم يجعل الجسم يقتل نفسه ببطء وتؤثر على كفاءة الجهاز المناعي مما يمهد الطريق للأمراض السرطانية والأمراض المعدية وأمراض القلب كما تؤثر على وظائف الكبد والرئتين والكلى والكبد وتتسبب في إثارة القرح والاصابة بالبرد والاكتئاب المزمن

مشاكل جانبية

وليست الأمراض النفسية والعضوية هي النتيجة الوحيدة للضغوط السيئة, لأن الضغوط أيضا لها نتائج جانبية أخرى لا تقل خطورة, فنتيجة لتزايد الضغوط نجد أنفسنا ضحايا لتطوير عادات شخصية سيئة, والتخلي عن عادات صحية حميدة

 فقد نلجأ لاستخدام العقاقير الطبية المهدئة بصورة مفرطة وغير مسؤولة كي تساعدنا على مواجهة مشاعر القلق والتوتر او قد نفرط في شرب المنبهات لتعيننا على السهر وإنجاز الأمور المؤجله و تعويض الوقت الضائع مما يفسح الطريق لمزيد من الضغوطات والمشكلات الجديدة  كالإدمان او سوء استخدام العقاقير مما يضاعف الآثار الصحية السيئة ويقلل بالتالي من قدرتنا على التعامل معها بشكل جيد

أثر الضغط على العلاقات الاجتماعية

والضغوط تؤثر أيضا بشكل سيئ على العلاقات الاجتماعية فالشخص الذي يعاني من التوتر الناتج من الضغط تجده دائما في حالة انفعالية سيئة وغاضبا بصورة مستمرة مع زملائه او أفراد الأسرة

أثر الضغوطات على الأطفال

الأطفال أيضا ليسوا بمنأى عن خطر التوتر الناتج عن الضغط, فالأطفال الذين يتعرضون لمزيد من الضغوطات النفسية في المنزل او المدرسة كنتيجة لسوء المعاملة او التنمر مثلا يصابون أكثر من غيرهم بامراض البرد والأنفلونزا وآلام البطن المتكررة, فضلا عن التعرض للإصابة بالأمراض النفسية الأخرى مثل القلق والاكتئاب والمخاوف المدرسية والتخلف الدراسي وفقدان الثقة بالنفس

وقد يعاني الأطفال بصمت فلا تظهر عليهم الأعراض بسرعة مثل البالغين ففي معظم الأحوال لا يظهر أثر التعرض للضغوطات على الطفل إلا عندما يصل لمرحلة النضوج مما يشير لأثر سلبي خفي وطويل المدى 

وماذا عن الحل؟

بداية افهم أنه لا يوجد شخص لا يتعرض لبعض التوتر والضغط خلال حياته لكن الفارق في الأسلوب الذي تتخذه في التعامل مع هذا الإحساس, كيفية تعاملك مع مختلف الضغوطات التي تتعرض لها هي التي تحدد النتيجة التي تحصل عليها, وسأذكر هنا بعض النصائح العملية التي يمكنك تجربتها:

1- لا ترفض إحساسك بالتوتر ولا تقاومه:

التعرض للضغط شيء طبيعي تماما لكن رفضك ومقاومته هي ما تزيد من سطوته وتأثيره عليك ويفتح الطريق لمزيد من الضغوطات ومزيد من التوتر والقلق لذا فأفضل شيء تفعله ألا تقاوم توترك ودرب نفسك على التكيف معه وتحكيم عقلك أولا وعدم الانسياق وراء مشاعرك وافهم الرسالة من وراء توترك واستفد من تلك الرسالة في تقوية نفسك

2- تجزئة المهام:

هل سمعت قبل ذلك عن الحكمة “فَرِّق تَسُد”, لا تثقل نفسك بكثير من المهام المحتلفة التي تتطلب منك مجهودا عقليا وبدنيا بل اسلك الطريق السهل والبسيط بقبول بعض المهام الخفيفة أولا ولا تفكر في أي شيء آخر, وعندما تنتهي من انجازها انتقل لغيرها وهكذا, لا تشغل عقلك وذهنك أبدا بفعل مهام متعددة بل ركز على شيء واحد فقط مهما كان بسيطا واعطه كامل اهتمامك وانتباهك ولا تفعل أي شيء مطلقا إلا بعد إنجاز هذا الشيء الأول, ستجد أن الأمور أصبحت سهله وبسيطة وأنك قادر على الإنجاز بشكل أفضل

3- اهتم بالأهم أولا ثم المهم واترك الأقل أهمية:

لا تثقل ذهنك بفعل كل شيء, اهتم فقط بالأشياء المهمة للغاية التي لا تستطيع تأجيلها ثم انتقل بعد هذا للأشياء المهمة لكن يمكن تأجيلها او الاستعانة بالغير في اتمامها, ولا تفكر مطلقا في الأشياء الغير مهمة والمزعجة التي تسلبك كثير من طاقتك وتزيد من شعورك بالضغط

4- ممارَسة الأنشطة:

النشاط البدني وسيلة جيدة للتخفيف من الضغط النفسي حتى إذا لم تكن رياضيًّا فيمكن أن يجعلك النشاط البدني تشعُر بتحسن المزاج والراحة النفسية كما أن ممارَسة الرياضة تعيد تركيز عقلكَ على حركات جسمكَ، الأمر الذي بإمكانه مساعدتك على تخفيف التوترات اليومية, المشي أو الركض أو التنزه أو القيام بأعمال النظافة المنزلية أو ركوب الدراجات الهوائية أو السباحة أو رفع الأثقال أو أي شيء آخر يحافظ على نشاطكَ

5- اضحك أكثر:

عندما تضحك، فإن هذا لا يخفف الحمل العقلي فحسب، بل إنه يسبب تغييرات جسدية إيجابية في جسمك لذا، اقرأ بعض النكات، شاهد شيئًا كوميديًّا، اخرج مع أصدقائك المضحكين

6- استبدل القهوة والشاي بالشاي الأخضر:

المنبهات مثل القهوة السوداء والشاي الأسود يرفعوا درجة تحفزك وتوترك بشكل كبير بالإضافة لتأثيرهم السلبي على النوم الهادئ لذا جرب الشاي الأخضر الذي يحتوي على نسبة كافيين أقل بكثير ويحتوي على عديد من مضادات الأكسدة المفيدة للجسم وللشاي الأخضر تأثير مهدئ للأعصاب

7- التواصُل مع الآخرين:

عندما تتعرَّض للضغط النفسي والتوتُّر، فمن المُحتَمَل أن تدفعكَ غريزتكَ إلى الانعزال عن العالم, وبدلًا عن ذلك، تَوَاصَلْ مع العائلة والأصدقاء وكَوِّنْ روابط اجتماعية فالتواصُل الاجتماعي وسيلة جيدة لتخفيف الضغط النفسي؛ لأنها يُمكن أن تُتيح لكَ تشتيت الانتباه عمَّا يُؤَرِّقُكَ، إضافة إلى توفير الدعم ومساعدتكَ على تحمُّل تقلُّبات الحياة, ضَعْ في اعتباركَ المشاركة مع جماعة تطوُّعية أو خيرية، وساعِدْ نفسَكَ أثناء مساعدة الآخرين

8- احصل على قسط كافٍ من النوم:

يمكن للضغط النفسي أن يسبب لك صعوبة في الاستغراق في النوم, عندما يكون لديك الكثير للقيام به والكثير لتفكر فيه فسوف تعاني عند النوم, فالنوم هو الوقت الذي يُجدِّد فيه مخك وجسمك نشاطه

ويمكن أن تؤثر نوعية النوم وكمية الوقت المستغرق في النوم على مزاجك ومستوى طاقتك وقدرتك على التركيز وعلى جميع الوظائف التي تؤديها, فإذا كنت تعاني من مشاكل في النوم، فتأكد أن تتبع نظامًا يساعد على الهدوء والاسترخاء عند الذهاب للنوم واستمع إلى موسيقى هادئة وأبعد الساعة عنك والتزم بجدول زمني ثابت

9- الحصول على الاستشارة المتخصصة:

إذا زادتْ عوامل الضغط العصبي الجديدة من صعوبة القدرة على التأقلم أو كانت إجراءات الرعاية الذاتية لا تَقْضِي على الضغط العصبي، فقد يحتاج المريض إلى البحث عن عوامل إعادة التقوية في شكل العلاج أو الاستشارة. قد يكون العلاج فكرة جيِّدة أيضًا إذا شعر المريض بزيادة العبء أو القلق المفرط أو صعوبة تنفيذ الأعمال المعتادة اليومية أو استيفاء المسؤوليات في العمل أو المنزل أو المدرسة.

يُمكن التفكير في زيارة الاستشاريين أو المعالجين المتخصِّصين، حيث يُمكنهم تقديم المساعدة في تحديد مصادر الضغط العصبي ومعرفة أدوات جديدة للتأقلُم معه

بعض الآيات القرآنية التي يساعد تدبرها في تخفيف التوتر

“وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ ۗ وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ” (22 لقمان)

تسليم الأمر لله من أقوى علاجات القلق والتوتر, إيمانك الراسخ أن الله سبحانه وتعالى رحيم بك وأن المؤمن أمره كله خير يمكن أن يغنيك عن التعرض لشتى أنواع القلق الناتج عن الضغط, ارجع كل أمورك لله, استعن بالصبر والصلاة ولا تتعجل وثق أن الله سوف يجد لك الحل شريطة ان تتوكل عليه و تأخذ بكل الأسباب المتوفرة لك

“الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد 28)

داوم على ذكر الله وعلق قلبك به فقط وفي ذلك جميع صلاح أمرك بإذن الله, تفكر في رحمة الله وعفوه ومغفرته الواسعة ولا تيأس ولا تعجز

“وَكَأَيِّن مِّن دَابَّةٍ لَّا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (60 العنكبوت)

ذكر نفسك دائما أن رزقك وحالك كله بأمر الله ولا سلطة لمخلوق عليك, لذا اعزم على الاستعانة بالله فقط في تصريف كل شئون حياتك ولا تتوقف كثيرا عن المشاكل والضغوطات التي تتعرض لها واعلم ان الله أكبر منها جميعا توكل على الله واسعى بجسدك لكن اجعل قلبك دائما في حالة راحة وتعلق بالله

الختام

اعلم جيدا أن التفكير المستمر ومحاولة التحكم في كل الأمور لن تزيدك إلا هما وغما, لذلك اترك أمرك كله لله وافعل ما تستطيعه لمعالجة مشاكلك وخذ بكل الأسباب الممكنة لكن لا تشغل بالك وعقلك ولا تعلق قلبك بما لا تستطيع السيطرة عليه. 

👈للاشتراك في دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم 👉

👈الاشتراك في قناة د. إبراهيم عبد الواحد👉

برجاء تقييمك للمقالة في قسم التعليقات👇

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *