6 عادات يومية للوصول للجنة والحياة الطيبة

“إن في الدنيا جنة ، من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ..”

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

من منا لم يعاني من صعوبات الحياة مهما كان حاله فسوف تجد المعاناة طريقها اليه, وهذا لاننا نعيش في عالم المادة, ولكن الخبر الجيد أننا نستطيع بمشيئة الله الوصول لأقرب صورة من حياة أهل الجنة ونحن لازلنا في الحياة الدنيا.

إذا أردت الوصول للحياة الطيبة التي تكون فيها متصلا بالله ومطمئنا في معيته عليه بهذه الأشياء الستة:

1) الكثرة من الاعمال الصالحة: يتعدى مفهوم الأعمال الصالحة ما يظنه معظم الناس من صلاة وزكاة وصوم وصدقة..إلخ ولكنه أيضا يمتد الى فعل كل أنواع الخير من قول الكلمة الطيبة والتعامل مع الناس باللين والرفق والاحترام, التماس العذر لمن أخطأ في حقك والتغافل عن صغريات الأمور, مسك اللسان عن الخوض في أحوال الناس والانشغال بنفسك فقط, تقديم المساعدة على قدر استطاعتك لمن يحتاجها وغير ذلك من العمل الطيب الذي يترك أثرا جيدا في نفسك وشعور أنك منسجم مع الكون.

مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ

(97 – النحل)

2) ذكر الله: لذكر الله أثر عجيب في تزكية النفس وطمأنينة القلب, عندما تذكر الله بقلبك وعقلك ولسانك تشعر انك متصل بالله وانها في حماية الله ومعيته, تشعر بعظمة الله وانه القادر على اعطائك كل ما تحبه بكرمه بكلمة كن, ذكر الله حياة القلوب بدون ذكر ستعيش مثل الأموات جسد فقط دون روح, عليك بتخصيص وقت يومي محدد لذكر الله وطوال يومك عليك بذكر الله بقلبك ولسانك.

الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28-الرعد)

3) بر الوالدين: لا توجد بركة في الحياة الدنيا اكبر من بركة رضا الوالدين, إذا أردت أن تتخذ هدفا عظيما في حياتك فأعظم هدف وطريقة حياة هي الحياة التي تسعى فيها للاهتمام بوالديك ورضاهما عنك, عندما يرضى عنك أبوك وأمك ستشعر أن الكون كله يسير في مصلحتك بامر الله, لا تستهين أبدا بجمال وعظمة رضا والديك عنك ففيه كل الرضا والنعيم وجنة الله على الأرض.

رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28- نوح)

4) الصلاة في وقتها: عندما يؤذن الأذان تشعر أن الدنيا كلها توقفت وعليك بالذهاب للصلاة ولا ترتاح إلا بعدما تنتهي من صلاتك, وكلما كنت خاشعا في صلاتك كلما زادت البركة في بقية أوقاتك, فالصلاة زكاة الوقت, تأخذ قليلا من وقتك للصلاة لوجه الله فيبارك الله في بقية يومك ويجعلك تفعل الكثير في وقت قليل, وتشعر أنك في ذمة الله وكنفه لا يضرك شيء.

إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55-المائدة)

5) تسليم أمرك لله: عقلك دائما يصور لك أنك قادر على حل كل مشاكل حياتك إذا صارت الأمور كيفما خططت لها, لكن ليس هذا هو سر الحياة السعيدة, ببساطة لأنك لا تعلم كل شيء, سر الحياة السعيدة هو تسليم أمرك لله, اتركها حياتك لله ولا تهتم بالغيب, لا يغير القدي إلا الدعاء, إذا أردت شيئا حقا ادعي الله دعوة صادقة واحرص على تسليم الأمر لله وتوطين النفس على الرضا بكل ما يجريه الله لك.

وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12-إبراهيم)

6) الصبر الجميل: لن يسلب منك حياتك شيء أكثر من الاستعجال, اذا استعجلت كل شيء فلن تشعر بقيمة الحياة وقيمة اللحظة التي تعيش فيها الآن, كل يوم تعيشه هو منحة عظيمة من الله وفرصة جديدة للرضا والسعادة عليك باستغلالها جيدا لأنها لن تعود, اسعى لما تريد بكل اطمئنان وسكينة واصبر على ما أصابك ولا تتعجل الفرج فإن النتظار الفرج عبادة وسيكون عوض الله عظيما.

قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ (الزمر-10)

وبعد, فإن الحياة الطيبة ممارسة تحتاج الى مثابرة وصبر واتصال دائم بالله فاحرص على أن تكون متصلا بالله دائما ففي ذلك كل السعادة والنعيم في الدنيا والآخرة.

سجل ايميلك وشاهد تجربتي مع سورة البقرة وتحسين حياتي بالقرآن الكريم بالخطوات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *