تطوير الذات بالقرآن الكريم (26) حب الذات: أخلاق القرآن

وقت القراءة: 10 دقائق

بعد قراءة هذا الدرس ستتعلم:

1/ ما الدليل أن القرآن دخل قلبك فعلا؟

2/ ما مسؤوليتك الآن وقد أصبحت حافظا للقرآن؟

3/ ما علاقة حب الذات بالطريقة التي تتعامل بها مع الناس؟

4/ كيف يساعد القرآن في تنقية قلبك؟

5/ كيف لحسن الخلق أن يجعلك تحب نفسك أكثر؟

6/ ما هي بعض أخلاق القرآن التي توصلك لحب الذات والسلام النفسي؟

بسم الله نبدأ…

عندما سُئِلَت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خُلٌق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان خُلُقُه القُرآنَ

وقال الله سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه الكريم “وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ” (4 القلم)

افهم جيدا أن حفظك وقراءتك للقرآن الكريم لابد أن تنعكس على أخلاقك وتعاملك مع نفسك ومع كل من حولك وإلا فالقرآن لم يدخل قلبك بعد

عندما بدأنا سويا رحلة تطوير ذاتك وتحسين حياتك بالقرآن الكريم وعندما قررت المحافظة على قراءة ورد يومي من القرآن وتدبر ما تقرأ و قررت حفظ سورة البقرة فأنت الآن أصبحت مسؤولا أمام الله وأمام نفسك انك سوف تعيش بالقرآن وسيكون القرآن هو منهجك في الحياة و طريقتك في التفكير

وبالنسبة للطريقة التي تعامل بها نفسك والناس من حولك لا يوجد شيء أهم من حسن الخلق, لأن حسن الخلق هو أصدق دليل على نجاحك في تطوير ذاتك بالقرآن الكريم, لأنه كما قلنا سابقا فالناس لن تستفيد من كثرة قراءتك للقرآن أو كثرة صلاتك وتسبيحك, كل ما يهم الناس هو أن تعاملهم بشيء من حسن الخلق تماما كما يهمك أن يعاملك الناس هكذا 

عندما تبدأ في حفظ القرآن والعيش به لابد أن يظهر هذا في سلوكك وطريقة تعاملك, يجب أن تكون مثال حي لأخلاق القرآن ويجب أن تعمل بما تقرأ وتحفظ لأنك في هذه الحالة فقط ستكون أكبر داعية لدين الله عندما يرى الناس كيف أن دخول القرآن حياتك قد أثر فيها حقا وجعلك شخص أفضل ولا يوجد تأثير أهم وأكبر وأعظم فائدة من حسن الخلق

وبالنسبة لحب الذات, فإن الشخص الذي يحب ويحترم ذاته فعلا ستكون أخلاقه ممتازة مع الناس, تفسير هذا أنه يحب نفسه للحد الذي يفيض هذا الحب للخارج و يمتد لكل المحيطين به

عندما تداوم على قراءة وتدبر القرآن يوميا, وتستمر في الحفظ والمراجعة فأنت حرفيا تقوم بتنظيف كل الشوائب الموجودة داخل قلبك, تلك الشوائب كانت نتيجة عشرات او حتى مئات التجارب السيئة والإحباطات التي مررت بها في حياتك, وجزء كبير من روعة وعظمة القرآن الكريم أنه لا يقوم فقط بإزالة تلك الشوائب نهائيا, ولكنه أيضا يستبدلها بأخلاق حسنة ومعاني رائعة 

هناك من يعامل الناس جيدا و بأخلاق حسنة للغاية, لكنه لا يفعل هذا إلا في سبيل الوصول إلى التقبل الاجتماعي او تكوين علاقات قوية مع الناس كي يستفيد منهم فيما بعد وهذا النوع من المعاملة ليس مطلوبا وليس له علاقة بأخلاق القرآن الكريم 

افهم جيدا أن معاملتك الطيبة مع الناس مصدرها حبك واحترامك لنفسك أولا, انت تعامل الناس تماما كما تحب أن يعاملوك, انت تعاملهم بشكل لائق لأنك تستحق هذه المعاملة الحسنة منهم

إذا عَدَّدتَ أخلاق القرآن ستجد الكثير ولن يكفي كتاب واحد لذكرها كلها, ولا تظن أنه يجب عليك التحلي بكل تلك الأخلاق وإلا صرت ملاكا يمشي على الأرض, كل ما هو مطلوب منك أن تتحلى ببعض الأخلاق الحسنة التي تستطيع اكتسابها, ثم تجاهد نفسك على التحلي بما تقدر عليه من بقية الأخلاق

سأذكر لك هنا بعضا من الأخلاق التي استخلصتها من القرآن وأرجو من الله أن أكون أحطت بمعظم الأخلاق التي تحتاجها في حياتك كي تشعر فعلا بحب الذات والسلام النفسي والطمأنينة, يمكنك أيضا تدبر واستخلاص مزيدا من الأخلاق الحسنة, الأمر يعود لك

  1.  الهدوء والوقار

لا تجد إنسانا من أهل القرآن إلا و رأيت عليه هالة من الوقار والهيبة, لا يتباسط مع أحد, لا يرفع صوته أبدا ولا يضحك بصوت عال, حتى في مزاحه يكون هادئا رزينا, لا ينطق باللغو ولا بالبذيء من القول ولا يتكلم إلا بما يرضي الله وبما يتوافق مع الآداب العامة, تجده دائما يسير في تواضع ويقصد في مشيه بمعنى أنه يمشي لهدف محدد, كلامه قليل وفي صلب الموضوع

لا يغتاب ولا يخوض في أعراض الناس, لا يتحدث فيما لا يفيد, لا يسب او يلعن, لا يحكم على الناس بالباطل, لا يجرح أحد سواء بالقول أو بالفعل يقول فقط الطيب من القول ويعرف قيمة الكلمة الطيبة في أسر القلوب, دائما يرسم ابتسامة هادئة وحقيقية على وجهه عندما يتحدث معك لأنه يعلم أن التبسم في وجهك صدقة, لا يكذب أبدا ولو على سبيل المزاح, إذا ذهب إلى مكان يزيده نورا بأخلاقه, هذا هو نور القرآن

  1.  الوفاء بالوعود:

كيف تعرف أن هذا الشخص ذو أخلاق عالية؟ بكل بساطة إذا كان هذا الشخص يحافظ على كلمته ويفعل كل ما في وسعه للوفاء بوعده, إذا وعدت بشيء ما فيجب أن تبر بوعدك تماما او لا تَعِد على الإطلاق

لا تطلق الوعود لمجرد إنهاء الحوار او لكي تسعد الآخرين او لأنك لا تقدر على قول لا فالشخص القوي الذي يحترم ذاته مسؤول تماما عما يخرج من فمه ولا ينطق بشيء إلا وكان يقصده تماما ويمتلك القدرة على تنفيذه, لذلك كن مسؤولا عمل تقول وتفعل وإذا وعدت بشيء عليك بفعله هذه هي أخلاق القرآن الكريم

  1.  غض البصر:

العين هي البوابة الأقرب للقلب, لذلك احرص كل الحرص ألا تطلق نظرك إلا فيما يسعدك ويريح قلبك, لا تنظر إلى شيء ليس لك او لا تقدر على امتلاكه, لا تنظر لما كتب الله لغيرك من الناس وإذا وقعت عيناك على ما ليس لك انوى الخير وافرح لنعمة غيرك تماما كما تفرح لنعمتك

لا تحسد ولا تتمنى زوال نعمة أخيك و إلا حكمت على نعمتك بالزوال أيضا, لا تنظر إلى ما نهاك الله عنه لأن الله يريد أن يريح قلبك فلماذا تسعى انت للمعاناة؟ لا تعلق قلبك بما ليس لك, وأفضل سبيل لهذا هو أن تغض بصرك

حياتك مليئة بالأشياء الجميلة المباركة ركز عليها فقط, انظر لنعمتك واحمد الله واشكره ألف مرة, انظر لجمال خلق الله وحكمته العظيمة في تصريف شئون العباد, تأمل في روعة كون الله وعظمته هذا أفضل دواء للقلب

  1.  إتقان العمل:

تكلمنا في دروس سابقة عن قيمة العمل والأخذ بالأسباب وأهمية تطوير القيمة التي تقدمها, وبالنسبة لحب الذات أيضا فإن إتقان العمل سوف يزيد احترامك لنفسك و سيُحَسِّن من الصورة التي ترى بها نفسك ويُكسبك تقدير عالي للذات, لذلك ركز فقط على عملك أيا كان و اجعله يشغل كل وقتك ومعظم تفكيرك

من يعيش بالقرآن لا يفكر في شيء إلا تطوير ذاته وتحسين حياته وإتقان عمله تماما, تجده دائم التركيز والعمل على نفسه فقط ولا يهتم كثيرا بأحوال الناس لأن حياته تشغل أغلب وقته, دائما يجتهد في عمله ودراسته ويبحث عن كل الأسباب التي تساعده كي يصير أفضل فيما يقوم به

  1.  التغافل والتسامح والحلم: 

في حياتنا اليومية مئات الأشياء الصغيرة الغير مهمة التي للأسف تشغل أكبر حيز من تفكيرنا, إذا نظرت لمعظم الأشياء التي تستحوذ على تفكيرك الآن ستجدها غير مهمة على الإطلاق أو على الأقل ليست بنفس الأهمية التي تظن, تلك الأشياء على صغرها وعدم اهميتها لكن مع التكرار واعطائها مساحة كبيرة من انتباهك سوف تفسد عليك حياتك وتسلب منك أي قوة للتركيز على الأشياء المهمة لذلك كان التغافل هو أسلم حل, لا تبالي كثيرا ولا تهتم بالصغائر, تغاضى عنها وتغافل وركز انتباهك فقط على الأشياء التي تستحق فعلا والتي تعلمها جيدا

جزء مهم من التغافل هو أن تكون متسامحا وتعفو عن الأفعال والأقوال الصغيرة في حياتك اليومية والتي إذا انتبهت لها سوف تفقد كثيرا من وقتك و طاقتك وتركيزك, لا ترد على كل شيء ولا تهتم بكل شيء يحدث اهتم فقط بالأهم ثم المهم واترك تماما الأقل أهمية والغير مهم ومع الوقت سيختفي من تلقاء نفسه

كن حليما ولا تأخذ ردود أفعال عنيفة تجاه أشياء لا تستحق, اصبر صبرا جميلا وعامل الناس بالحسنى وترفق بهم, كن لطيفا ذو بال طويل ولا تتعجل الخير, اترك كل شيء يأتي في وقته الذي وضعه الله لحكمة, عليك فقط أن تكون حليما هادئا وواثقا من حكمة الله وقدرته على تصريف شؤونك, هذا هو الإيمان بالله

  1.  العفو: 

في حياتك سوف تتعرض لبعض المضايقات الخفيفة التي إذا ركزت عليها سوف لن تنعم بالسلام او راحة البال, يمكنك حتى أن تتعرض لظلم بيِّن, وانت غير مطالب أن تتهاون في حقك, عليك أن تسعى جاهدا للحصول على كل ما تستحقه من معاملة طيبة ومحترمة, لكن الأفضل من كل هذا هو أن تعفو وتترك حقك لله وتأكد تماما أن الله سبحانه وتعالى لن يضيع حقك أبدا 

العفو من شيم الكرام, الشخص الضعيف لا يستطيع أن يعفو لأن من يعفون فقط هم الأقوياء المتصالحون مع أنفسهم, وإذا أردت أن يعفو عنك الله وتعفو الناس عن أخطائك في حقوقهم فلابد أن تعفو انت أولا عن اخطاء الناس في حقك, جرب أن تعفو بدلا من التخطيط للانتقام وستشعر براحة لم تحلم بها خصوصا أن معظم الأشياء التي تضايق نفسك من أجلها لا تستحق انتباهك

  1.  مساعدة الناس:

انت لا تعيش وحيدا في هذا العالم, انت تعيش في مجتمع تكافلي يؤدي كل فرد فيه دوره المطلوب منه, وإذا أردت ان تحصل على فائدة وقيمة لابد أن تكون إنسان ذو قيمة أولا, كن متعاونا مع أفراد عائلتك, أصدقائك, زملائك في العمل, ومع جيرانك إذا طٌلِبَ منك شيء وكان في استطاعتك لا تتردد في فعله أبدا, اعرض مساعدتك -دون تدخل- على كل من يحتاجها حتى وإن كنت لا تعرفه, تَصَدَّق بمالك وجهدك لمساعدة المحتاجين, عندما تقدم يد المساعدة فأنت بذلك تساعد نفسك في المستقبل

انوي الخير لنفسك ولكل الناس, اسعى لخير الناس تماما كما تسعى لنفسك, ادعو بالخير و الصالح للناس كما تدعو لنفسك, افهم أن مصلحتك الشخصية مرتبطة بمصلحة كل المحيطين بك, كن كريما وسخيا واعلم جيدا أن كرامة الإنسان وقيمته أغلى من كل كنوز الأرض, هذا هو التكريم الإلهي الذي ارتضاه الله لنا والله أعلم

  1.  ذكر الله: 

في الحديث الشريف: “مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت”

فتنة الحياة الدنيا عظيمة, انت دائم الإنشغال بأمور حياتك, عملك, دراستك, منزلك, أولادك… ولا تستطيع السكون قليلا والتفكر في الله سبحانه وتعالى وما أعظمها من عبادة, أنها ذكر الله

قراءة وحفظ وتدبر القرآن الكريم بالتأكيد يمكنهم تغيير حياتك للأفضل وجعلك من السعداء الأغنياء في الدنيا والآخرة, لكن ماذا عن الهدف الأساسي من هذا كله؟ ماذا عن ذكر الله؟ 

ذكر الله بالتأكيد يمكن أن يكون باللسان فقط وسوف تكافأ عليه بإذن الله, لكن الأفضل والأقوى أن يكون بالقلب ثم اللسان, اذكر الله بقلبك أولا, تذكر عظمته وحكمته وقوته ورحمته وجبروته وكرمه وقدرته, تذكر كم من المرات التي تفضل الله عليك بنعمه التي لا تعد ولا تحصى, وكم حفظك وحماك وأجزل لك العطاء, حينها ستشعر بلسانك يذكر الله رغما عنك, لا تسمح لدقيقة واحدة تمر عليك إلا وانت ذاكر لله, إما شاكرا, مُوحِّدا, مُكبِّرا, مُسبِّحا, مستغفرا, محوقلا, أو داعيا

في كل مرة تقرأ القرآن الكريم لابد أن تنفعل لما تقرأ, عندما تقرأ آية استغفار توقف واستغفر الله, آية تسبيح وتعظيم توقف وسبح الله, آية عذاب توقف واستعذ بالله, آية خير ونعيم توقف وأطلب الخير من الله, هذا هو حقا نعيم القرب من الله

  1.  الصلاة على النبي: 

بالنسبة لي, فإن حياتي لم تتغير بالكامل إلا عندما حافظت يوميا على الصلاة على النبي مُحَمَّد عليه أفضل الصلاة والسلام في الفروض الخمسة وفي صلاتى الضحى وقيام الليل 

عندما تصلي على النبي فإنك تذكر صفاته الحميدة وفضائله الجميلة وأخلاقه الحسنة وأفعاله العظيمة و مواقفة الجليلة, كل هذا ينعكس عليك وتفوز منها ولو بنصيب قليل بفضل الله 

إذا استعصى عليك شيء صلِّ على النبي يُسهِّله الله عليك, إذا شعرت بضيق فجائي لا تعلم مصدره صلِّ على النبي يُفرِّج الله عنك, إذا أصابتك الحيرة والقلق صلِّ على النبي يرتاح قلبك, إذا فعلت ذنبا استغفر الله وصلِّ على النبي ليشفع لك, إذا ألمَّت بك مصيبة صلِّ على النبي يرزقك الله من حيث لا تحتسب, إذا أردت التوفيق في دراستك وعملك صلِّ على النبي يوفقك الله وييسر لك, إذا أردت التسهيل في شئون حياتك صلِّ على النبي دائما يفتح الله لك الأبواب المغلقة ويشرح لك قلوب العباد, الصلاة على النبي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة

  1. المحافظة على الصلوات:

في اللحظة التي تسمع فيها الآذان انطلق إلى الصلاة فورا, بالتأكيد لك حرية إنهاء ما تقوم به لكن اعلم جيدا أنه عندما يؤذَّن للصلاة فإن كل عمل تؤديه يعتبر أقل أهمية من إقامة الصلاة

لا أقول هذا من باب التشديد أبدا, كل ما أريد توصيله لك هو أن يكون للصلاة قيمة عالية للغاية داخل قلبك وتأخذ بكل الأسباب كي تؤديها في وقتها, لابد لنداء الله أن يكون أهم شيء في سلسلة اهتماماتك 

صلِّ في خشوع وهدوء و انوي ترك كل أفكارك النشيطة حتى تنتهي من الصلاة, مع الوقت سيمكنك فعلا نسيان كل شيء تفكر فيه والتركيز تماما في الصلاة, عندما تقرأ الفاتحة استشعر معاني الآيات, عندما تراجع ما حفظته من سورة البقرة ركز تماما على المراجعة الصحيحة بالنطق الصحيح, اعطي كل حركة من حركات الصلاة حقها تماما ولا تتعجل في أدائها أبدا, ادعو الله بما تريد وصلِّ على النبي في كل سجدة و إذا استطعت حافظ على صلاة النافلة, وهناك خير عظيم في صلاة الضحى وقيام الليل فاحرص عليهم كل الحرص لأنك لا تريد أن تفقد كل هذا الخير والبركة في يومك, صَدِّقني

هذا ما توصلت إليه من بعض أخلاق القرآن التي تؤدي بك لحب الذات والسلام النفسي بإذن الله, بالتأكيد أخلاق القرآن وفوائده لا تنتهي وعليك بالإتيان بمزيد من الأخلاق اثناء قراءتك و تدبرك للقرآن الكريم وتطبيق ما تتعلمه في حياتك, هذا هو الانسان المشغول عقله دائما بالقرآن, والذي ستكون عليه بإذن الله عندما تحافظ على قراءة وحفظ القرآن.

👈للاشتراك في دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم 👉

👈الاشتراك في قناة د. إبراهيم عبد الواحد👉

برجاء تقييمك للمقالة في قسم التعليقات👇

Comments

    1. Post
      Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *