الإعفاءات الضريبية للمقرات الإقليمية للشركات السعودية: شرح مفصل

الإعفاءات الضريبية للمقرات الإقليمية للشركات السعودية

هل تعلم أن برنامج المقرات الإقليمية في المملكة قد تجاوز أهدافه بسرعة مذهلة؟ بحلول عام 2026، تم منح أكثر من 600 ترخيص وافتتحت أكثر من 350 مركزاً إقليمياً فعلياً على أرض الواقع.

هذا الزخم الكبير ليس صدفة. فهو يعكس نجاح إحدى ركائز رؤية 2030 الطموحة، التي تهدف إلى تحويل البلاد إلى محور أعمال رئيسي يجذب العمالقة متعددة الجنسيات.

لضمان استمرارية هذا النجاح، تم إصدار إطار قانوني جديد ينظم هذه الحوافز. صدرت القواعد الرسمية بقرار من هيئة الزكاة والضريبة والجمارك ونشرت في الجريدة الرسمية مطلع عام 2024.

في هذا الدليل الشامل، سنشرح بالتفصيل كافة الجوانب العملية لهذه المزايا. سنغطي من التعريفات الأساسية إلى المتطلبات والإجراءات المطلوبة للاستفادة منها، مع التركيز على أهمية الامتثال للحفاظ على هذه المكاسب طويلة الأجل.

سواء كنت تخطط لإنشاء حضور إقليمي جديد أو تعزيز وجودك الحالي، فإن فهم هذه التفاصيل ضروري لاتخاذ قرار مستنير. سنختتم بتوجيهات عملية لتعظيم الفائدة وبناء نموذج عمل مستقر، مع مراعاة الجوانب اللوجستية مثل اختيار المواقع المناسبة، حيث يمكن أن تكون هناجر ومستودعات للإيجار جنوب الرياض خياراً ذكياً للعديد من الأنشطة الداعمة.

النقاط الرئيسية

  • برنامج المقرات الإقليمية حجر أساس في رؤية 2030 لجذب الاستثمار الأجنبي.
  • البرنامج حقق نجاحاً لافتاً بتجاوز الأهداف المحددة له بعدد التراخيص والمقرات الفعلية.
  • هناك إطار قانوني ضريبي حديث ومنظم صدر عن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك.
  • الحوافز المقدمة طويلة الأمد وتهدف إلى توفير بيئة استثمارية مستقرة.
  • الامتثال الكامل للشروط هو الشرط الأساسي للاستمرار في الحصول على المزايا.
  • الفهم الدقيق للمتطلبات يساعد الشركات العالمية والمحلية على اتخاذ قرارات استراتيجية سليمة.

مقدمة إلى المقرات الإقليمية للشركات السعودية

يُعرِّف الإطار التنظيمي السعودي المقرات الإقليمية ككيانات قانونية لمجموعات الشركات متعددة الجنسيات. فهم هذا التعريف بدقة، ودور البرنامج الاستراتيجي، ونطاق الأنشطة المسموح بها، يشكل الأساس لأي قرار استثماري ذكي في هذا المجال.

تعريف المقرات الإقليمية وفقاً للقواعد الضريبية السعودية

بحسب القواعد الرسمية، يُقصد بالمقر الرئيسي الإقليمي الكيان القانوني لمجموعة شركات متعددة الجنسيات. يجب أن يتم تأسيس هذا الكيان وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة.

ينطبق عليه مفهوم نشاط المقرات الإقليمية للشركات العالمية. هذا المفهوم مُحدد بدقة تحت التصنيف الوطني للأنشطة الاقتصادية برقم (٧٠١٠١١).

هذا التصنيف هو الذي يرسم الحدود الواضحة لنوع العمل الذي يمكن أن تقوم به هذه المراكز. فهو ليس ترخيصاً مفتوحاً، بل إطاراً منظماً.

دور برنامج المقرات الإقليمية في رؤية السعودية 2030

يأتي هذا البرنامج كمبادرة استراتيجية من وزارة الاستثمار (MISA). هدفه المباشر دعم مساعي المملكة في تنويع مصادر الاقتصاد.

كما يهدف إلى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ذات الجودة العالية. هذا يتوافق تماماً مع أعمدة رؤية 2030 الطموحة.

النجاح الكمي الذي تحقق – بأكثر من 600 ترخيص – ليس مجرد رقم. إنه دليل على تحول البلاد إلى مركز قيادي للأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إنشاء حضور فعلي يتطلب توافر أصول وموظفين كافيين داخل المملكة. يشمل ذلك اختيار مواقع عمل مناسبة، حيث يمكن أن تكون عمارات تجارية للبيع طريق الملك فهد خياراً استراتيجياً للعديد من الشركات الراغبة في موقع مميز.

الأنشطة المؤهلة مقابل الأنشطة غير المؤهلة

التمييز بين هذين المفهومين هو حجر الزاوية للاستفادة من كافة المزايا المرتبطة بالبرنامج. الأنشطة المؤهلة هي الأنشطة الرئيسية المحددة في التصنيف (٧٠١٠١١).

تشمل هذه الأنشطة مهاماً مثل تعزيز صورة المجموعة في الإقليم. كذلك تقديم الإشراف الاستراتيجي والتوجيه الإداري.

من الأمثلة العملية أيضاً دعم الأعمال الداخلية للشركة وفروعها والشركات التابعة لها في الإقليم. كل هذا يجب أن يتم من داخل المملكة.

أما الأنشطة غير المؤهلة فهي أي أعمال أخرى تقع خارج هذا النطاق المحدد. هذه الأنشطة تخضع للقواعد العامة المعمول بها.

ينتج عن هذا التقسيم مفهوم “الدخل المؤهل”. وهو ببساطة الدخل المحقق من قبل المقر الإقليمي والناتج حصرياً عن الأنشطة المؤهلة.

الفهم الواضح لهذا الفرق يحمي المستثمر من المخاطر. ويضمن استمراريته في الاستفادة من بيئة الأعمال الجاذبة.

تفاصيل الإعفاءات الضريبية للمقرات الإقليمية في السعودية

بعد التعريف والشروط، تأتي المكافأة: حزمة حوافز مالية مصممة لجذب العمالقة العالمية. هذه المزايا هي ما يجعل البرنامج جذاباً من الناحية العملية.

فهي تترجم الطموح الاستراتيجي إلى توفير ضريبي ملموس. هذا يوفر أساساً متيناً لاتخاذ القرار.

إعفاء ضريبة الدخل بنسبة 0% على الدخل المؤهل

الحافز الأبرز هو معدل صفر بالمائة على أرباح الأنشطة المؤهلة. يعني هذا أن جميع الأرباح الناتجة عن المهام الإدارية والاستراتيجية معفاة تماماً.

هذا التوفير كبير ويحسن التدفق النقدي للكيان. لكن التمييز بين مصادر الدخل أمر بالغ الأهمية.

فقط الدخل الناتج عن الأنشطة المحددة في الترخيص يستفيد من هذا الامتياز. أي دخل آخر يخضع للقواعد العامة.

إعفاء من ضريبة الاستقطاع على مدفوعات محددة

تمتد الميزة لتشمل ضريبة الاستقطاع على مدفوعات معينة لغير المقيمين. يتم تطبيق نسبة صفر% أيضاً في ثلاث حالات رئيسية.

أولاً: توزيعات الأرباح الصادرة من الكيان إلى الشركة الأم أو المساهمين في الخارج. ثانياً: المدفوعات للأطراف المرتبطة، مثل فروع المجموعة.

ثالثاً: المدفوعات لأطراف ثالثة غير مرتبطة مقابل خدمات ضرورية للنشاط. مثل الاستشارات القانونية أو التقنية المتخصصة.

مع ذلك، هناك استثناءات واضحة. لا ينطبق الإعفاء إذا كانت المدفوعات مرتبطة بأنشطة غير مؤهلة.

أو إذا تم استخدامها في سياق مخططات التجنب الضريبي. هذه الحماية تضمن نزاهة النظام.

المدة الزمنية للحوافز الضريبية (30 عاماً قابلة للتجديد)

لضمان استقرار التخطيط، تم منح هذه المزايا لمدة ثلاثين عاماً. هذه الفترة الطويلة نادرة في بيئات الأعمال العالمية.

تبدأ المدة من تاريخ حصول الكيان على الترخيص الرسمي من وزارة الاستثمار. لا ترتبط بتاريخ تسجيل الشركة.

تنتهي بانقضاء الثلاثين عاماً، أو إذا توقف الكيان عن العمل كمقر إقليمي لأي سبب. التجديد ممكن، مما يوفر رؤية مستقبلية طويلة المدى.

من المهم ملاحظة أن هذه القواعد المحلية لا تلغي أحكام الاتفاقيات الضريبية الدولية النافذة. يمكن تطبق أيهما أكثر فائدة للمكلف.

بشكل عام، توفر هذه الحزمة المتكاملة بيئة جاذبة ومستقرة. وهي تعزز موقع المملكة كوجهة رئيسية للاستثمار الإقليمي الذكي.

للحصول على أقصى فائدة، يجب على الكيان التركيز على توليد دخل مؤهل. يمكن للدخل الإضافي من استثمارات أخرى، مثل الاستثمار في عقارات مدرة للدخل، أن يدعم النشاط ولكنه سيخضع للمعالجة الضريبية المعتادة.

متطلبات الجوهر الاقتصادي الفعلي للمقرات الإقليمية

تتجاوز مزايا البرنامج مجرد الحوافز المالية، حيث تشترط القواعد وجود جوهر اقتصادي فعلي للمركز داخل المملكة. هذا المبدأ يهدف إلى منع إنشاء مقرات ورقية دون أنشطة حقيقية.

الغاية هي ضمان مساهمة هذه الكيانات في الاقتصاد المحلي من خلال وظائف واستثمارات فعلية. لذلك، تم تحديد ثمانية متطلبات أساسية يجب الالتزام بها سنوياً.

هذه المتطلبات تخضع للتحقق الدوري من قبل الهيئة المختصة. عدم استيفائها قد يعرض الكيان لعقوبات تصل إلى إلغاء المزايا.

الحصول على ترخيص سار من وزارة الاستثمار

يعد هذا الشرط الأساسي الأول والأهم. يجب أن يحصل الكيان على ترخيص ساري المفعول من وزارة الاستثمار (MISA).

لا يكفي مجرد الحصول على الترخيص. يجب أن يلتزم المركز تماماً بنطاق الأنشطة المحددة فيه.

ممارسة أي أعمال خارج هذا النطاق تعتبر مخالفة تنظيمية. هذا الشرط يحافظ على نزاهة البرنامج وأهدافه الاستراتيجية.

توافر الأصول والموظفين الكافيين داخل المملكة

يتطلب الوجود الفعلي توافر أصول مادية مناسبة. يشمل ذلك امتلاك أو استئجار مبنى مكتبي مناسب لممارسة الأنشطة المؤهلة.

اختيار موقع عملي يعزز الكفاءة التشغيلية. يمكن أن تكون خيارات مثل هناجر ومستودعات للإيجار جنوب الرياض مناسبة للأنشطة الداعمة اللوجستية.

أما بالنسبة للقيادة، فيجب تعيين مدير واحد على الأقل مقيم بشكل دائم في المملكة. هذا المدير سيكون مسؤولاً عن الإشراف اليومي.

في جانب القوى العاملة، تشير التوجيهات العملية إلى ضرورة توظيف 15 موظفاً بدوام كامل خلال السنة التشغيلية الأولى. من بينهم، يجب أن يكون اثنان في مناصب تنفيذية عليا.

كفاءة الفريق ضرورية أيضاً. يجب أن يمتلك الموظفون المعرفة والخبرة اللازمة لأداء مهامهم بفعالية.

عقد اجتماعات مجلس الإدارة وتوجيه الأنشطة من السعودية

يجب أن يكون مركز القيادة وصنع القرار داخل المملكة. هذا يعني أن الاجتماعات الاستراتيجية الرئيسية تعقد على أرضها.

تشترط بعض التفسيرات العملية عقد اجتماعات مجلس الإدارة كل ثلاثة أشهر داخل الحدود. هذه الاجتماعات هي حيث يتم اتخاذ القرارات المصيرية.

يجب أن تنعكس نتائج هذه الاجتماعات في محاضر رسمية. هذا يثبت أن التوجيه والإدارة الفعلية تتم من المركز الإقليمي.

عدم عقد هذه الاجتماعات بشكل منتظم قد يثير شكوكاً حول حقيقة العمليات. قد يتم اعتبار الكيان مجرد واجهة إدارية.

تحقيق إيرادات ونفقات تشغيلية مناسبة

الوجود الحقيقي يجب أن ينتج تدفقات مالية فعلية. يجب أن يحقق الكيان إيرادات ملموسة ناتجة عن الأنشطة المؤهلة.

هذه الإيرادات هي الدليل على تقديم قيمة حقيقية للشركات التابعة في الإقليم. لا يكفي مجرد وجود هيكل تنظيمي.

بالمقابل، يجب أن يتحمل المركز نفقات تشغيلية مناسبة داخل المملكة. تشمل هذه النفقات الرواتب والإيجارات والخدمات.

يجب أن تتناسب قيمة هذه النفقات مع حجم ونطاق الأنشطة المصرح بها. هذا المؤشر يثبت حجم العمليات الحقيقية.

مجتمعة، تؤكد متطلبات الإيرادات والنفقات أن المركز ليس مجرد قناة لتحويل الأموال. بل هو كيان منتج وله تكاليف تشغيل حقيقية.

الالتزام بهذه المتطلبات الثمانية هو ضمانة للطرفين. فهو يحمي مصالح الاقتصاد المحلي ويوفر للمستثمر بيئة مستقرة وشفافة.

الإجراءات الضريبية والزكوية للمقرات الإقليمية

لا تقتصر مسؤوليات المقر الإقليمي على ممارسة الأنشطة المؤهلة فحسب، بل تمتد إلى إدارة علاقته مع الجهات الرقابية بشكل منظم. هذه الإجراءات هي الضمانة العملية لاستمرار الاستفادة من الامتيازات الممنوحة.

الالتزام بها يثبت الجدية ويعزز الشفافية. وهو يحول دون تعرض الكيان لأي مشكلات قانونية أو مالية غير متوقعة.

التسجيل لدى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك

تعد هذه الخطوة الإلزامية الأولى بعد استصدار الترخيص من وزارة الاستثمار. يجب على الكيان التسجيل لدى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك (ZATCA) دون تأخير.

يتم ذلك وفقاً للإجراءات المحددة في الأنظمة النافذة. التسجيل يمنح الكيان هويته الضريبية الرسمية ويخضعه للإشراف المباشر.

يعد هذا الإجراء بوابة الدخول إلى النظام الضريبي المحلي. التأخر فيه قد يعرقل العمليات ويعرض المركز للمساءلة.

تقديم الإقرارات الضريبية والزكوية والتقارير السنوية

بعد التسجيل، يبدأ واجب الإفصاح الدوري. يجب تقديم الإقرارات المالية في مواعيدها المحددة نظاماً، حتى لو كانت النتيجة صفراً.

يشمل ذلك إقرار ضريبة الدخل الخاص بالكيان. وكذلك الإقرار الزكوي إذا كان النشاط يخضع لأحكام الزكاة.

إلى جانب ذلك، هناك واجب خاص وفريد لهذه المراكز. وهو تقديم تقرير سنوي منفصل باستخدام النموذج الرسمي للهيئة.

الهدف من هذا التقرير هو إثبات الاستمرار في استيفاء متطلبات الجوهر الاقتصادي الفعلي. فهو يوثق عدد الموظفين، وقيمة النفقات، وعقد الاجتماعات، وغيرها.

يمكن الرجوع إلى الإطار التنظيمي الرسمي للاطلاع على تفاصيل هذا النموذج ومتطلباته الدقيقة.

الاحتفاظ بالدفاتر والسجلات المحاسبية المنفصلة

الدقة في التوثيق المحاسبي ليست خياراً، بل هي شرط أساسي للبقاء في البرنامج. يجب الاحتفاظ بدفاتر وسجلات محاسبية كاملة لكل سنة مالية.

يجب أن تظل هذه السجلات محفوظة طوال مدة الترخيص. وهي الدليل الملموس على سلامة العمليات المالية.

يصبح الأمر أكثر حساسية إذا مارس الكيان أنشطة غير مؤهلة إلى جانب نشاطه الأساسي. هنا يطبق شرط الفصل المحاسبي الإلزامي.

  • يجب إنشاء حسابات منفصلة تماماً للأنشطة غير المؤهلة.
  • يجب تخصيص الدخل والمصروفات لكل نوع من الأنشطة بدقة.
  • يجب معاملة الدخل من الأنشطة المؤهلة كما لو كان صادراً عن كيان مستقل.

هذا الفصل هو الذي يحدد بدقة ما هو معفى من الضريبة وما هو خاضع لها. يمنع الخلط الذي قد يؤدي إلى أخطاء في حساب الالتزامات.

تملك الهيئة صلاحية الرقابة والفحص والتدقيق في أي وقت. لها الحق في طلب جميع المعلومات والسجلات للتأكد من الامتثال.

للمساعدة في ذلك، يمكن للكيان الاستفادة من آلية طلب القرارات التفسيرية. يتيح ذلك الحصول على توضيح رسمي من الهيئة حول أي غموض في التطبيق.

هذه الإجراءات مجتمعة تشكل نظاماً متكاملاً للمساءلة. الالتزام بها يحمي مكتسبات الكيان ويبني علاقة ثقة مع الجهة المنظمة.

العقوبات والمخالفات في حالة عدم الامتثال

لتحقيق التوازن بين الجذب والرقابة، صممت آلية عقوبات متدرجة تراعي التصحيح قبل العقاب. هذا الإطار يضمن نزاهة البرنامج ويحمي أهدافه الاقتصادية الحقيقية من أي استغلال.

لا يهدف النظام إلى المعاقبة الفورية، بل إلى إعادة المسار الصحيح. ومع ذلك، فإن الإصرار على المخالفة يؤدي إلى عواقب مالية وإدارية شديدة.

الغرامات المالية لعدم استيفاء المتطلبات الاقتصادية الفعلية

تبدأ الرحلة عند اكتشاف تقصير في أحد المتطلبات الثمانية. هنا، تتبع الهيئة نهجاً تصاعدياً واضحاً يعطي الأولوية للإصلاح.

أولاً، يتم إخطار المركز رسمياً بوجود مخالفة. تمنحه الهيئة مهلة 90 يوماً لتصحيح أوضاعه دون أي غرامة.

هذه الفترة التصحيحية هي فرصة ذهبية لتعديل المسار. إذا لم يتم التصحيح خلالها، تبدأ مرحلة الغرامات.

الخطوة الأولى هي فرض غرامة مالية قدرها 100,000 ريال سعودي. مع فرض هذه الغرامة، تمنح الهيئة مهلة تصحيح جديدة مدتها 90 يوماً أخرى.

استمرار التحدي يؤدي إلى تصعيد العقوبة. إذا لم يتم التصحيح خلال المهلة الثانية، أو تكررت نفس المخالفة خلال ثلاث سنوات، تفرض غرامة ثانية.

قيمة هذه الغرامة تصل إلى 400,000 ريال سعودي. ويتم منح مهلة ثالثة وأخيرة للامتثال مدتها 90 يوماً.

إذا استمرت المخالفة بعد كل هذه الفرص، تصل الأمور إلى منعطف خطير. يجوز للهيئة، بالتنسيق مع وزارة الاستثمار، تعليق الحوافز الضريبية الممنوحة للمركز.

إلغاء الحوافز الضريبية في حالات التجنب الضريبي

هناك فرق جوهري بين تقصير في الاستيفاء وبين سلوكيات متعمدة لتجنب الالتزامات. الحالات الثانية تعامل بشدة أكبر.

مخالفات التجنب الضريبي قد تؤدي مباشرة إلى إلغاء الحوافز دون المرور بالمسار التصاعدي للغرامات. هذه السلوكيات تشوه روح البرنامج.

من الأمثلة الواضحة على ذلك تقديم معلومات أو إقرارات مضللة عمداً للهيئة. كذلك، إساءة استخدام المقر كقناة لتمويل أو دعم أنشطة غير مؤهلة.

يضاف إلى ذلك تقديم مدفوعات نيابة عن كيانات أو أشخاص غير مشمولين بالامتياز. كل هذه الأفعال تعتبر اختراقاً للثقة.

عواقب الإلغاء جسيمة. تقوم الهيئة بإصدار ربط ضريبي للمركز لجميع السنوات الضريبية المتأثرة.

يتم إعادة حساب الضرائب المستحقة كما لو لم تكن الحوافز موجودة من الأساس. يطبق على المبالغ المستحقة الغرامات والفوائد السارية حسب النظام.

الإجراءات التصحيحية والفترات الزمنية المسموحة

تكمن قوة النظام في منحه فرصاً متعددة للإصلاح. الفترات التصحيحية المتتالية (90 يوماً لكل منها) تسمح للمركز بمعالجة أوجه القصور.

هذا النهج يعترف بأن بعض المتطلبات قد تحتاج وقتاً للتطبيق الكامل. مثل تعيين الموظفين المؤهلين أو عقد الاجتماعات الدورية.

بجانب ذلك، يخضع المركز لشرط أساسي ومستمر وهو الالتزام بقواعد تسعير المعاملات (Transfer Pricing).

يجب أن تتم جميع المعاملات مع الشركات المرتبطة عالمياً وفق مبدأ السعر المحايد. هذا يمنع نقل الأرباح بشكل مصطنع ويضمن عدالة التقييم.

المركز يخضع أيضاً للعقوبات العامة المنصوص عليها في الأنظمة الأخرى. مثل مخالفات التسجيل أو التأخر في تقديم الإقرارات.

تكاليف عدم الامتثال – من غرامات وسمعة وإلغاء حوافز – تفوق بكثير تكاليف الالتزام من البداية. الاستثمار في بناء نموذج عمل سليم هو الحل الأمثل.

يمكن أن يدعم هذا النموذج الاستثمار في أصول استراتيجية تعزز الوجود الفعلي. على سبيل المثال، قد يفكر بعض المراكز في أراضي محطات وقود للبيع على الطرق لتوسيع نطاق عملياتها الداعمة.

في النهاية، تهدف هذه العقوبات إلى حماية مصداقية المبادرة ككل. وهي تضمن أن الفائدة تعود على الاقتصاد الحقيقي، وليس على الهياكل الورقية فقط.

الخلاصة: كيفية الاستفادة القصوى من الإعفاءات الضريبية

بعد استعراض التفاصيل التنظيمية، يبقى السؤال: كيف يمكن تحويل هذه الفرصة إلى واقع ناجح؟

يقدم برنامج المراكز الرئيسية مزايا مالية استثنائية لمدة تصل إلى ثلاثين عاماً. النجاح المبكر الذي تجاوز 600 ترخيص يؤكد جاذبيته.

مفتاح الاستفادة هو الالتزام الكامل بالمتطلبات. هذا يشمل تعيين الفريق المناسب وتسيير العمليات من داخل المملكة.

إدارة علاقة شفافة مع الجهات المعنية، مثل هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، أمر حيوي. التقيد بالمواعيد والإفصاح الدقيق يحمي من عقوبات مكلفة.

التعقيدات قد تستدعي الاستعانة بخبراء على دراية بالقواعد المحلية. التخطيط الاستراتيجي المبكر يضمن بناء نموذج عمل مستقر ومتوافق.

للحصول على دعم مخصص في هذه الرحلة، يمكن التواصل للحصول على جلسات استشارية مباشرة وبرامج تدريبية مع متابعة مستمرة.

الأسئلة الشائعة

س: ما هو تعريف المقر الإقليمي المؤهل للحصول على الحوافز في المملكة؟

ج: وفقاً للأنظمة، هو كيان مرخص من وزارة الاستثمار لإدارة وتوجيه الأنشطة التشغيلية لشركة دولية أو مجموعة شركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. يجب أن يكون له وجود اقتصادي حقيقي داخل البلاد.

س: ما هي أبرز المزايا المالية التي تقدمها هذه الحوافز؟

ج: تشمل المزايا الرئيسية إعفاء ضريبي بنسبة 0% على الدخل المؤهل الناتج عن الأنشطة المسموح بها. كما تشمل إعفاء من ضريبة الاستقطاع على مدفوعات معينة للمقيمين خارج المملكة، وذلك لمدة تصل إلى 30 عاماً قابلة للتجديد.

س: هل يمكن لأي نشاط تجاري الحصول على ترخيص المقر الإقليمي؟

ج: لا، فالأنشطة المؤهلة هي الإدارية والتوجيهية مثل إدارة المخاطر وخطط العمل. لا تشمل الحوافز الأنشطة التجارية المباشرة مع السوق المحلي، مثل المبيعات المباشرة أو تقديم الخدمات للعملاء داخل المملكة.

س: ما المقصود بالجوهر الاقتصادي الفعلي للمقر؟

ج: يعني أن يكون للكيان وجود مادي وعمليات حقيقية. يتطلب ذلك توظيف عدد كافٍ من الموظفين المؤهلين، وامتلاك أصول تشغيلية، وعقد اجتماعات مجلس الإدارة الرئيسية داخل المملكة، وتحقيق مستوى مناسب من الإيرادات والنفقات.

س: ما هي الخطوات الإلزامية بعد الحصول على الترخيص؟

ج: يجب التسجيل لدى هيئة الزكاة والضريبة والجمارك كدافع ضرائب. كما يلتزم المقر بتقديم الإقرارات الدورية والاحتفاظ بدفاتر محاسبية منفصلة توضح الأنشطة المؤهلة للإعفاء بشكل واضح.

س: ماذا يحدث في حالة عدم الالتزام بالشروط خلال فترة الحوافز؟

ج: قد تفرض هيئة الزكاة والضريبة والجمارك غرامات مالية. في الحالات الشديدة، مثل التهرب الضريبي، يحق للهيئة سحب الحوافز الممنوحة بالكامل. عادةً ما تُمنح فرصة تصحيحية قبل تطبيق العقوبات النهائية.
الإعفاءات الضريبية للمقرات الإقليمية للشركات السعودية: شرح مفصل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تمرير للأعلى