تطوير الذات بالقرآن الكريم (27) – حب الذات: عَزِّز نفسك

وقت القراءة: 5 دقائق

بعد قراءتك هذا الدرس ستتعلم:

1/ ما مدى صحة مقولة ” الانطباعات الأولى تدوم” ؟

2/ ما السبب الحقيقي وراء انتشار تلك المقولة؟

3/ كيف تغير تلك الانطباعات إذا كانت لا تعجبك؟

4/ ماذا تفعل إذا كنت لا تجد المعاملة الطيبة التي ترضيك؟

5/ ما الدليل على أنك تحترم وتحب ذاتك حقا؟

6/ كيف يساعدك الواجب العملي في رفع تقديرك لذاتك؟

7/ ما علامة إخلاصك لله؟

بسم الله نبدأ…

“الانطباعات الأولى تدوم” هل سمعت هذه المقولة من قبل؟ بالتأكيد سمعتها لكن هل تعلم مدى صحتها؟ هل الفكرة الأولى التي يأخذها عنك الناس هي حقيقتك؟ وهل فعلا لا سبيل لتغيير تلك الفكرة وهذا الحكم؟ انتشار مقولة ما لا يعني بالضرورة أنها صحيحة, وفي حالتنا هذه فتلك المقولة بالتأكيد خاطئة وسأثبت لك هذا بعد قليل

لكن أولا ما السبب في انتشار تلك المقولة ولماذا يصدقها كثير من الناس ويتعاملون مع بعضهم البعض على أساسها؟ السبب في هذا ليس لأنها صحيحة, بل لأن معظم الناس ليس عندهم وقت لإعادة التفكير في شيء سبق لهم التفكير فيه والحكم عليه

عندما يتعامل معك أحد فإنه يبني فكرته عنك على أساس ما تظهره له من شخصيتك وليس ما تخفيه, لذلك عندما يراك شخص ما لأول مرة تكون مجهولا تماما بالنسبة له ولا يجد أمامه إلا الأشياء التي تختار أن تفعلها وتقولها أمامه, بمعنى أنهم سوف يعاملوك بنفس الطريقة التي تخبرهم انت بها من خلال ما تقوله وما تفعله أمامهم

هذه هي الانطباعات الأولى التي بالفعل تدوم, لكنها تدوم في حالة واحدة فقط عندما لا تختار انت أن تُغَيِّر الطريقة التي تريد أن يعاملك بها الناس, وتغيير تلك الطريقة يكون بتغيير الأقوال والأفعال التي تظهرها أمامهم 

تلك الانطباعات والأفكار يمكن تغييرها إذا قررت أنت انك لا ترضى بها وانها ليست حقيقتك ستبدأ فعلا بالاختفاء عندما تختار أن تظهر للناس أسلوبا جديدا في التعامل معك, بالتأكيد الأمر ليس سهلا لأن في أول الأمر الطبع يغلب التطبع, لكن مع اصرارك ومثابرتك و اقتناعك التام بقدرتك على تغيير ما بنفسك ستجد أن تلك الانطباعات قد تغيرت بالفعل 

إذا كنت لا تلقى التعامل الذي يرضيك ويطيب خاطرك, فعليك بالجلوس مع نفسك ومعرفة الأفعال والأقوال التي تظهرها أمام الناس والتي تجعلهم لا يعاملوك كما تريد وتستحق

إذا كنت تسمح لأحد باستغلالك, اسأل نفسك ما الذي فعلته أمام هذا الشخص كي يتجرأ على هذا, أغلب الظن أنك كنت متساهلا كثيرا معه واعطيته بلا حساب و رضيت بالقليل الذي يعطيه لك ولم تطالب أبدا بحقك وتنازلت كثيرا حتى صار التنازل والتضحية أمرا طبيعيا, والحل السليم هو أن تمنع نفسك عن هذا الشخص وتغير معاملتك معه وتكون حازما وقويا مع نفسك وتطالب بحقك إذا كنت تريد لهذه العلاقة أن تستمر أو تنهيها تماما

إذا كان مديرك او زملائك في العمل يسيئون معاملتك, صرح لهم أنك لا تحب تلك الطريقة في التعامل, كن شجاعا و حازما و خذ بكل الأسباب كي تتأكد أنهم يعاملوك بالطريقة التي ترضيك ولا تترك حقك أبدا تحت أي ظرف

لا تسمح لأحد أن يتجاوز حدوده معك, ارسم حدودا قوية و ضع قواعد للناس كي يتعاملوا معك على أساسها وانت من جهتك احترم الجميع ولا تتعدى حدودك مع أحد

تعزيز النفس هو ببساطة ألا تسمح لأي شخص أو أي حدث أن يزعزع ثقتك بنفسك او ايمانك التام انك تستحق كل الخير وأنك بالفعل أهل لهذا لأنك كريم وعزيز النفس

ولأنك عزيز النفس فلابد أن تعكس أفعالك هذه العزة, فلا ترضى أبدا بالحقير من الأمور, دائما اطلب لنفسك أفضل الأشياء و أكرمها, لا تضحي أبدا براحتك وسعادتك في سبيل راحة وسعادة شخص آخر لأنك بهذا تظلم نفسك و تظلمه معك ولا تتوقع أن تبتسم لك الدنيا إن كنت ظالما لنفسك

لا تلهث وراء الأشياء المجانية ولا تشغل عقلك بسفاسف الأمور, كن عزيز النفس واعلم أن لكل شيء ثمن وأن أغلى الأشياء تتطلب أغلى الأثمان, اهتم بالأشياء العظيمة التي تعلي من قدرك و تزيدك قوة وعزة وثقة بنفسك

تعزيز النفس مصدره حب واحترام وتقدير للذات, وإذا كنت جادا في حبك لذاتك يجب عليك أن تفهم شيئا في غاية الأهمية, وهو أنه لا احترام للنفس دون قدرة على المواجهة 

إذا كنت لا تمتلك الشجاعة لمواجهة مخاوفك والتعامل معها فأنت لا تحب ذاتك حقا, إذا كنت لا تمتلك الجرأة لمواجهة الأشخاص الذين يسيئون إليك فأنت لا تحب ذاتك حقا, إذا كنت لا تقدر على المطالبة بحقوقك المشروعة والطبيعية فأنت لا تحب نفسك حقا, بالتأكيد الأمر ليس سهلا أن تتجاوز مخاوفك, لكن النتيجة تستحق, لأنك عندما تكتسب القدرة على المواجهة تكون بذلك قد كسبت احترامك لنفسك 

ابدأ شيئا فشيئا أن تتعامل مع مخاوفك بطريقة صحية وتذكر أنه بدون القدرة على المواجهة فلن يكتب لك النجاح في رحلة حبك لذاتك و لن تصل أبدا للسلام النفسي

اعلم أن أغلب مخاوفك ما هي إلا أوهام داخل عقلك وأن الحقيقة غير ذلك تماما, اعلم أن مواجهة مخاوفك ليست صعبة بالصورة التي تتوقعها, فقط خذ أول خطوة وتوكل على الله ولن يخزيك الله أبدا

في رحلة تطوير الذات بالقرآن الكريم, كل واجب عملي تقوم به من أهدافه أن يزيد حبك واحترامك وثقتك وتقديرك لنفسك, عندما تحافظ على وردك اليومي من قراءة القرآن وتداوم على حفظ سورة البقرة تأكد أن الصورة التي ترى بها نفسك سوف تتحسن 

عندما تنهي تحدي ال 40 يوم امتناع عن شيء تحبه سوف تثبت لنفسك أنك لازلت السيد وسوف تثبت مقدرتك على الفوز بالتحدي وسوف ينعكس ذلك على احترامك لنفسك حتى دون أن تدري

عندما تكتب كل ما تريده وتراجع عليه مرة كل أسبوع فإنك بهذا ترسل رسالة لنفسك مفادها أنك تتجه بإذن الله لحال أفضل كثير مما أنت عليه وأنك في تقدم مستمر وستجد ثقتك بنفسك ارتفعت للغاية بمرور الأيام

عندما تنهي تحدي ال 40 يوم مواظبة على عادة حميدة فأنت بذلك تقول لنفسك انك إنسان ملتزم وأنك بالفعل قادر على إحداث تغيير إيجابي في نفسك وحياتك

عندما تحرص أن يكون لديك عمل وقيمة مفيدة تقدمها لنفسك ومجتمعك فأنت بذلك ترفع من قيمتك أمام نفسك وأمام الناس وسنعكس ذلك على احترامك لنفسك بدرجة كبيرة حتى دون أن تعلم 

العيش بالقرآن والعمل به سيكون له أكبر الأثر بإذن الله على حبك لذاتك وهدوئك النفسي وسلامك الداخلي بشرط أن تكون مخلصا لله ونيتك أن يرضى الله عنك, و علامة إخلاصك أن تداوم على القرآن وتجعله أسلوب حياتك.

👈للاشتراك في دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم 👉

👈الاشتراك في قناة د. إبراهيم عبد الواحد👉

برجاء تقييمك للمقالة في قسم التعليقات👇

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *