بعد قراءتك لهذا الدرس ستتعلم:
1/ لماذا الدرس الثالث هو مفترق الطرق بين النجاح والفشل؟
2/ ما الفرق بين الدرس الثاني والثالث؟
3/ لماذا يجب عليك الاهتمام بالداخل والخارج؟
4/ تجديد نيتك في تطوير ذاتك وتحسين حياتك
بسم الله نبدأ….
الدرس الثالث من دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم هو مفترق الطرق الذي سيميز الجادين فعلا في تطوير ذواتهم وتحسين حياتهم بطريقة واقعية من هؤلاء الكسالى الذين لا يقدرون على فعل أي شئ ذو قيمة في العالم الخارجي
الشيء الوحيد الذي يميز الناجحين عن غيرهم, هو انهم لا يمانعون فعل الأعمال المطلوبة منهم للوصول للهدف المرغوب
الشخص الناجح يعرف هدفه جيدا, و يعرف ما هي أول خطوة واقعية عليه القيام بها للوصول لهذا الهدف, و فعليا يقوم بفعل تلك الخطوة
لا يمانع أبدا أداء العمل اللازم و بذل مجهود حقيقي للوصول لما يريد, لأنه يعلم جيدا ان أي تغيير في الحياة الخارجية لابد أن يسبقه نية صادقة مصحوبة بعمل جاد
النية شئ داخلي مكانه القلب, و هدفك شئ خارجي مكانه الواقع, والعمل الجاد هو الطريق الموصل بين الداخل والخارج
لا يوجد أي تطوير أو تغيير حقيقي إذا لم يقترن بعمل جاد و رغبة صادقة في الفعل و بذل الجهد
تجد الناجحين دائما هم الفاعلين الذين يدعون إنجازاتهم تتحدث عنهم, وتجد الفاشلين دائما هم المتكلمون الذين لا ينجزون أي شيء في الحقيقية
الناجحون دائما يتحملون مسؤولية حياتهم والفاشلون دائما ما يلقون بظلال فشلهم على الآخرين
الناجح يفكر قليلا ويفعل كثيرا, الفاشل يفكر كثيرا ويتكلم أكثر, ولا يفعل أي شئ
الناجح يمتلك شجاعة المخاطرة المحسوبة ثم الفعل, و يفكر في المكسب الذي سيعود عليه من فعله, أما الفاشل فلا يمتلك أي جرأة على المطالبة بحلمه او القيام بأي خطوة واقعية تثبت صدق نيته في الوصول لهدفه ولذلك هيهات ان يصل لأي شئ
الناجح يخطط و يفعل وإذا لم يحالفه الحظ يتعلم من خطأه ويبدأ من جديد ولا يتوقف أبدا حتى ينجز مهمته, أما الفاشل فدائما ما يأتي بأعذار لا نهاية لها
اعلم جيدا ان الفرق الوحيد بين حياة تعيسة وعادية, و حياة أخرى مليئة بالسعادة والإنجاز هو النية الصادقة المصحوبة بالعمل الجاد
انت الآن تعلم جيدا ما هو الشيء الذي ينبغي عليك فعله للوصول لهدفك, تعلم جيدا ما هي الخطوة الأولى وتعلم جيدا العقبات التي تمنعك, لكن هل تمتلك الشجاعة للتنفيذ والأخذ بالأسباب؟
هل تمتلك قوة الإرادة لإزالة تلك العوائق والسير في طريقك؟
أنا لا أقول هذا بنية تحفيزك لكي تنطلق الآن نحو هدفك دون خطة مسبقة او دراية, أنا فقط اشرح لك لماذا لم تحصل حتى الآن على النتائج التي ترغب بها ولماذا يظهر لك هدفك كأنه شئ بعيد جدا عن متناول يدك
الأمر ببساطة لأنك لم تكتسب عادة الفعل, دائم التأجيل, دائم التخبط ولا تعلم ماذا تريد حقا, لأنك إن كنت تعلم ماذا تريد كنت بدأت في الأخذ بالأسباب الموصلة إليه
للفعل قوة جبارة في تحويل احلامك إلى حقيقة, فقط عليك ان تتوكل على الله وتبدأ و ستجد ان الله يفتح لك الطريق تدريجيا ويسبب لك الأسباب
في الدرس الثاني من دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم بدأنا أول الخطوات العملية لتطوير الذات, بدأنا بتغيير ما بنفوسنا وتعلمنا الطرق المثالية بإذن الله للحصول على تغيير حقيقي ملموس
بدأنا رحلة التغيير الداخلي في الدرس الثاني, تغيير الأفكار والنوايا والعادات والطريقة التي تنظر بها للأمور, لكن في الدرس الثالث بإذن الله سنبدأ رحلة التغيير في العالم الخارجي, التغيير القائم على الأفعال والأخذ بالأسباب الواقعية المتاحة
افهم جيدا أنه لن تستقيم أي محاولة لتطوير ذاتك وتحسين حياتك إلا بالجمع بين الداخل والخارج, لأن الداخل والخارج يعتمدون على بعضهم البعض
تغيير افكارك وعاداتك لن يكون له أي قيمة إذا لم تتغير أفعالك, وتغيير أفعالك لن يثمر عن أي نتائج مرغوبة إلا إذا كان ناتج عن افكار صحيحة ونوايا صادقة
من يخبرك أنه عليك الاهتمام بالداخل فقط و سيتكفل الخارج بترتيب نفسه فقد كذب عليك او أنه لا يعلم جيدا ما يتكلم عنه
ومن يخبرك انه عليك الاهتمام بالخارج فقط والقيام بالفعل دون ان يكون مصدر فعلك هذا نية صادقة ونفسية سوية فقد كذب عليك او أنه لا يعلم جيدا ما يتكلم عنه أيضا
إذا تدبرت القرآن الكريم جيدا, ستجد عدد كبير جدا من الآيات يقرن دائما الإيمان بالعمل الصالح, لن يتسع المقام هنا لذكرها كلها لكن سأذكر لك بعضها وعليك بتدبر بقية الآيات
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿البقرة: ٢٧٧﴾
وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللَّـهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴿آل عمران: ٥٧﴾
وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿المائدة: ٩﴾
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ﴿الرعد: ٢٩﴾
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿الكهف: ٣٠﴾
لذلك لابد ان تجمع بين الحُسنَيين, وهما الاهتمام المستمر بالداخل والخارج, وأن تقرن نيتك الصادقة بالعمل والأخذ بالأسباب, هذا من علامات وصولك لهدفك بإذن الله
ومن أجل ذلك, استمر على القيام بجميع مهام الدرس الثاني, وابدأ تطبيق ما سوف تتعلمه في الدرس الثالث
في الدرس الثالث ستتعلم قيمة الأخذ بالأسباب وقيمة العمل الجاد, ستتعلم كيف تكتسب عادة الفعل والتعديل, التجربة والاستفادة من الخطأ وستبدأ فعلا في القيام بالخطوات العملية اللازمة للوصول لهدفك
لذا عليك الآن ان تجدد نيتك وتثبت صدق مسعاك
هل انت صادق حقا في تطوير ذاتك وتحسين حياتك بالقرآن الكريم؟
إذا كنت صادقا حقا عليك بإثبات صدقك والأخذ بالأسباب, إذا شعرت انك لازلت متكاسل ولا تمتلك الشجاعة الكافية للقيام بالفعل فعليك بتجديد نيتك مع الله و معاهدة نفسك على اكمال رحلتك حتى النهاية
سأترك الإجابة لك لأنك انت الوحيد الذي تعلم حقا
لأنه كما قلت لك, هذا الدرس هو مفترق الطرق.
👈للاشتراك في دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم 👉
👈الاشتراك في قناة د. إبراهيم عبد الواحد👉
برجاء تقييمك للمقالة في قسم التعليقات👇
جزاك الله خيرا. كلام عميق ومفيد ان شاء الله ماشية في التطبيق.
جزاكي الله كل السعادة وهتلاقي حياتك اختلفت بإذن الله المهم عليكي الأخذ بكل الأسباب دائما