تجربة قراءة سورة البقرة يوميا للشفاء من السحر

سأحكي لك قصة أحمد -أحد الحالات التي عرفتها وتغيرت حياته بسورة البقرة- ومعاناته مع السحر والأعمال السفلية والعياذ بالله:

كان أحمد دائما رجلاً ذا عزيمة قوية, فقد بنى لنفسه حياة رائعة، وبيتًا متواضعًا، ووظيفة ثابتة، وعائلة محبة. ولكن في السنوات الأخيرة، تسلل الشر إلى حياته, بدأت المشاكل تتوالى عليه واحدة تلو الأخرى، وكأن هناك قوى خفية تعمل ضده.

في حياته الزوجية:

  • الشجار المستمر: ازدادت الخلافات بينه وبين زوجته بشكل كبير، وكأن هناك من يزرع الفتنة بينهما. كل محاولة للتقارب كانت تبوء بالفشل، وكأن هناك جدارًا غير مرئي يفصل بينهما.
  • الشكوك والاتهامات: بدأت الشكوك تنتاب أحمد وزوجته، وظهرت اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة. كل طرف أصبح يتهم الآخر بخيانة أو تقصير، مما زاد من عمق الجرح بينهما.
  • العقم: رغم مرور سنوات على زواجهما، لم يرزقا بأطفال. كل فحوصات طبية كانت تؤكد سلامة صحتهما، إلا أن الحمل لم يحدث، مما زاد من معاناتهما النفسية.

في حياته المهنية:

  • الفشل المتكرر: بدأت المشاريع التي كان يعمل عليها تفشل واحدة تلو الأخرى، مهما كانت جهوده كبيرة. وكأن هناك عينًا حاسدة أو قوة شريرة تعيق تقدمه.
  • الخلافات مع الزملاء: أصبح أحمد موضعًا للكراهية والغيرة من زملائه في العمل، وتعرض لمؤامرات وتلفيقات كادت أن تفقده وظيفته.
  • التأخر في الترقيات: رغم كفاءته وعمله الدؤوب، كان يتم تجاهله في الترقيات، ويتم اختيار زملاء أقل منه كفاءة.

في صحته:

  • الأمراض المستعصية: بدأت تظهر عليه أعراض أمراض غريبة، لم يستطع الأطباء تشخيصها. كان يشعر بآلام مزمنة في جسده، وتعب شديد، وكأنه يحارب مرضًا لا يراه.
  • الأرق والاكتئاب: عانى أحمد من الأرق الشديد، وأصبح يعاني من نوبات اكتئاب حادة، فقد الأمل في الحياة، وشعر باليأس والإحباط. 

اكتشاف الحقيقة:

بعد فترة طويلة من المعاناة، بدأ أحمد يشك في وجود سبب خفي وراء كل هذه المصائب التي حلت به. قرر استشارة بعض المشايخ والعلماء وأصحاب الخبرة الحياتية، الذين أكدوا له بعد الفحص والرقية الشرعية أنه مصاب بسحر شديد أو أعمال سحرية سيئة هدفها تغيير الحقائق وزرع الوساوس داخل عقله, والعياذ بالله, واستنتج ايضا ان من قام بفعل هذا السحر هو شخص يكرهه, ويحقد عليه بسبب الحياة السعيدة التي كان يعيشها.

شعر أحمد أنه يغرق في بحر من اليأس. كانت الإخفاقات وخيبات الأمل والنكسات تثقل كاهله. حاول أن يجد العزاء في إيمانه بالله، ولكنه شعر حتى صلواته بدت وكأنها لا تلقى آذانًا صاغية, وبدا أن العالم من حوله يتآمر ضده، وأصبح ما كان بالأمس يسعده, لا ياتي بأي نتيجة اليوم, أصبح يشعر أنه يغرق في عمق البحر ويداه وقدماه مقيدين ولا يستطيع التنفس, أو كأنما يغرق في بحر من الرمال المتحركة, كلما حاول الصعود أكثر كلما هبط للقاع أكثر.

البداية الجديدة:

بدأ أحمد رحلة العلاج من السحر، ملتزمًا بالرقية الشرعية والأذكار والدعاء, وفي إحدى الأمسيات، بينما كان جالساً بمفرده في هدوء منزله، ضائق الصدر يتأمل في سوء أحواله ويندم أشد الندم على الماضي, لفتت انتباهه نسخة من القرآن الكريم كانت موضوعة فوق جهاز التليفزيون منذ سنوات طويلة حتى علاها التراب, كان قد تلقاها كهدية منذ سنوات، لكنه نادراً ما كان يفتحها لانه للأسف كان لا يجد الوقت الكافي لقراءة القرآن بسبب انشغاله, وفي لحظة يأس، التقطها وبدأ في القراءة.

وبينما كان يتعمق في آيات القرآن الكريم، شعر كأنه يقرأه لأول مرة, وبدأ شعور بالسلام يغمره, ولأول مرة منذ زمن طويل بدأ يشعر ببعض الأمل والأفكار الإيجابية تتردد داخل عقله وفي أعماق روحه, وقد انجذب بشكل خاص إلى سورة البقرة، ثاني أطول سورة في القرآن الكريم, كان منذ زمن طويل يسمع عن بركتها ومعجزاتها في حياة كل من يقرأها.

وبإلهام قوي لم يعلم مصدره، اتخذ أحمد قراراً مصيريا, كان سيقرأ سورة البقرة كل يوم، مهما كانت الظروف, كان يعتقد أنه إذا تمكن من الاستغراق في آياتها ، فقد يجد القوة اللازمة والإرشاد اللذين يحتاجهما للتغلب على تحدياته, والحماية من السحر الذي كان يتعرض له.

في البداية، كان متحمسا للغاية للقراءة, وكل يوم يمر كان يشعر بتغيير حقيقي يحدث داخله, وبإشارات لطيفة بأنه يسير على الطريق الصحيح, لكن بعد عدة أيام, كان من الصعب الحفاظ على التزامه بالقراءة, كانت متطلبات الحياة تجذبه في كثير من الأحيان في اتجاهات مختلفة, ولكن أحمد استمر في المثابرة وتحدي نفسه وواصل القراءة حتى لو في جوف الليل او بعد يوم عمل مرهق، فوجد العزاء والإلهام في آيات سورة البقرة, وبدأ يلاحظ تحولاً خفياً في وجهة نظره لتحديات حياته, فلم يعد العالم يبدو قاتماً أو بائساً. بل أصبح يرى الفرص والإمكانيات حيث لم يكن يرى في السابق سوى العقبات والإخفاقات.

ومع استمرار أحمد في قراءة سورة البقرة، بدأ أيضاً في إجراء تغييرات عملية في حياته, فقد عمل بجدية أكبر في وظيفته، وتولى مسؤوليات جديدة وسعى إلى فرص للنمو والشراكة, وبذل جهداً واعياً لقضاء المزيد من الوقت الجيد مع زوجته وحل المشاكل التي نشأت وعكرت صفو الحياة الزوجية، بدأ بالاستماع إلى مخاوف زوجته ومحاولة فهم وجهة نظرها, كما اعتنى بصحته بشكل أفضل، امتنع عن التدخين وشرب الكحوليات, أصبح ينام مبكرا ليستطيع الاستيقاظ وأداء صلاة الفجر, واشترك في أحد الأندية الرياضية وبدأ ممارسة الرياضة بانتظام تحت اشراف مدرب متخصص, وبدأ في تناول طعام صحي,

وبالتدريج، بدأت حياة أحمد تتحسن وتعود المياه إلى مجاريها, أصبح زواجه أقوى، ومليئاً بالحب والاحترام والتفاهم, أصبح عمله أكثر إشباعاً، حيث اكتشف شعوراً متجدداً بالهدف والشغف, وبدأت صحته تتحسن، حيث شعر بمزيد من النشاط والتفاؤل.

أدرك أحمد أن قوة سورة البقرة لم تكن في كلماتها فحسب، بل في الطريقة التي غيرت بها تفكيره, فقد منحته الأمل والشجاعة والشعور المتجدد بالإيمان, وأن الله قادر على كل شيء, وقادر أن يغير حياته للأفضل في لمح البصر, وقادر أن يحميه من كيد الساحر او الحاقد او الحاسد, وأظهرت له أنه حتى في أحلك الأوقات، هناك دائمًا طريق للمضي قدمًا وأن في كل محنة ومنحة, إذا فقط غيرنا وجهة نظرنا للأشياء.

ومع استمرار أحمد في قراءة سورة البقرة، شعر بإحساس عميق بالامتنان للنعم في حياته, لقد تعلم أن السعادة الحقيقية والاكتمال لا يوجدان في الممتلكات المادية أو الإنجازات الخارجية، ولكن في قوة الشخصية وقوة الإيمان بالله.

العبرة:

تعتبر قصة أحمد مثالًا حيًا على قوة الإيمان بالله وقدرته على تغيير الأقدار. فالسحر وإن كان له تأثير، إلا أنه لا يقدر على شئ إلا بإذن الله. ومن هنا تأتي أهمية اللجوء إلى الله والدعاء والاستعانة بالرقية الشرعية وقراءة سورة البقرة يوميا لمواجهة هذا النوع من الأذى.

وفي هذه القصة تشجيعا لك إذا كنت تعاني من هذا النوع من السحر او التعطيل في حياتك, أن تلتزم بقراءة سورة البقرة يوميا مع الأذكار والدعاء والرقية الشرعية, عسى الله أن يفرج همك وينقل حياتك إلى السعة والراحة والطمأنينة.

احصل على تدريب شخصي مع لايف كوتش ابراهيم من هنا

تجربة قراءة سورة البقرة يوميا للشفاء من السحر

تعليق واحد على “تجربة قراءة سورة البقرة يوميا للشفاء من السحر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تمرير للأعلى