كان عندي صديق يحكي لي كيف كان في قمة السعادة عندما يقابل حبيبته, الكلام على لسانه (كأنه لا يوجد في العالم إلا انا وهي) و(كان الوقت يمر سريعا للغاية بحيث نتكلم لمدة 3 ساعات تبدو كأنها ثلاث دقائق)
لهنا الأمر جيد ويجعلك تشعر بالسعادة لأن صديقك يشعر بالسعادة مع حبيبته (وإن كانت علاقات الحب غير الرسمية فيها كثير من الأضرار ولا أنصح بها) لكن في طبيعتنا البشرية فنحن نرتاح للغاية عندما نقضي أوقاتنا مع من نحب ونستأنس بهم, هذا ليس فيه شك
لكن كلام صديقي جعلني اتأمل قليلا, لماذا لا نشعر بتلك السعادة عندما نلتقي بالله عز وجل في الصلاة؟
لماذا كثير من الناس يسرعون في تأدية صلاتهم ولا يستفيدون منها بأي شيء إلا تأدية الفريضة؟
كثير منا يذهب للصلاة وقلبه لا يزال معلق بأحوال الدنيا وننسى أن كل ما نريده او نخاف منه في الدنيا هو بأمر الله
نذهب للصلاة وذهننا مشغول للغاية بمئات الأفكار التي تتسابق وتتنافس للحصول على انتباهك وتركيزك وتبعدك عن مدلول الصلاة
انت تقابل الله خمس مرات في اليوم على الأقل في أوقات متفرقة من اليوم كي تتعلم أن تتذكر وجود الله معك كل الأوقات
تعلم أن تصفي ذهنك تماما قبل وأثناء الصلاة, استقطع جزءا من وقتك وخصصه للصلاة فقط واعزم ألا تفكر في أي شيء دنيوي وانت تصلي
صلي بخشوع وهدوء واعط لكل حركة من حركات الصلاة حقها في الاطمئنان والسكينة
لا تتعجل قراءة الفاتحة, لا تتعجل الركوع والسجود
عن تجربة فإن الصلاة الخاشعة المطمئنة لخمس مرات في اليوم لها أكبر الأثر على تنظيم كافة شئون حياتك وتهدئة عقلك وتعطيك شعورا غامضا بالسعادة يمتد معك كلما حافظت على الخشوع والاطمئنان في الصلاة
الصلاة الخاشعة المطمئنة لخمس مرات في اليوم أفضل من 100 مرة تقوم فيها بالتأمل او التعمق داخل ذاتك كما يقولون
من الأفضل أن تتعمق داخل حب الله وقدرته ورحمته وتتصل به دائما, خير لك من الانشغال الدائم بأمور الدنيا التي لن تدوم
في المرة القادمة التي تصلي فيها انوي أن تترك كل أفكار الدنيا فقط لمدة عشر دقائق هي المدي التي تستغرقها صلاة خاشعة مع الله
اقرأ ما حفظته من سورة البقرة او أي سورة تحفظها جيدا
استغل السجود والقرب من الله في الدعاء والتوسل إلى الله واطلب منه كل ما تريد وترغب فيه نفسك
حافظ على الصلاة الخاشعة المطمئنة الهادئة لعد أيام وانظر الى التغيير الهائل في حياتك كلها وفي الطريقة التي تشعر بها تجاه نفسك
خذها نصيحة من شخص قام بتجربة مئات اساليب وطرق تطوير الذات المختلفة, أفضل ما توصلت اليه لتهدئة عقلك وتنظيم حياتك واطمئنانك بشكل عام هو تأدية الصلاة بخشوع والمحافظة عليها
توكل على الله وقم للصلاة متى سمعت النداء وقل للدنيا انك لا تهتم بها انما تهتم برب الدنيا.