وقت القراءة : 4 دقائق
تعرف انك وقعت فريسة للابتزاز والاستغلال العاطفي عندما يستخدم شخص ما (في العادة بيكون من أقرب الناس اليك لكن مش دايما) الخوف وشعورك بالذنب والهجر في تحقيق مكاسب شخصية له سواء كانت مكاسب مادية او معنوية
هذا الشخص يتلاعب بك ويحاول يسيطر عليك تماما عشان يخليك تنفذ رغبته سواء كانت رغبة معلنة او خفية, في معظم الاحيان الشخص ده بيكون عارف كل حاجة عنك وعارف انت بتفكر ازاي وعارف المدخل لشخصيتك وعارف كويس ايه نقاط ضعفك ودوافعك
عند التعرض للابتزاز العاطفي يصبح الشخص رهينة عاطفية للطرف الآخر فالأمر يحدث هكذا “إذا لم تفعل لي كذا وكذا فأنت المسؤول عما يحدث لي” ويخلق لك شعورا بالذنب على خطأ لم ترتكبه
حيث انك تتعامل مع شخص دائما يجعلك تشعر انك مذنب و مقصر في حقه مهما فعلت من أجله ويجعلك دائما تدافع عن نفسك ضد اتهاماته في محاولة منه لاشعارك بمزيد من الخوف والذنب لاحكام سيطرته عليك أكثر
مواصفات الشخص الذي يبتزك عاطفيا:
يمكن أن يكون أحد أقرب المقربين لك, أحد أفراد عائلتك او أحد ابنائك او شريك حياتك او زميلك او مديرك بالعمل او إذا كان غريب عنك يمكن أن يكون أي شخص يستدر عطفك ويجعلك تشعر بالذنب لأجله وكأنك انت السبب في كل معاناة يتعرض لها
الشخص الذي يمارس الابتزاز العاطفي يشعر بعدم الأمان ويخشى الهجر او الحرمان العاطفي ممن حوله لذلك يضعهم تحت ضغط الشعور بالذنب كي يضمن استمرار حبهم له واهتمامهم به
من يمارس الابتزاز العاطفي شخص هش نفسيا لا يريد الاعتماد على نفسه ويستغل الأخرين لأنه ببساطة لا يثق في نفسه مطلقا ويشعر بالخوف الشديد من هجران الناس له فيتعامل معهم على اساس انهم ادوات او درجات سلم توصله لاهدافه دون اهتمام حقيقي بهم
أشهر صور الابتزاز العاطفي:
في العلاقات العاطفية حيث يستعمل أحد الطرفين هذا النوع من التلاعب كي يحكم سيطرته على الطرف الأخر لكن هذه العلاقات تتأثر سلبا لأن الطرف الضحية دائما ما يشعر بالذنب وتأنيب الضمير ويصبح استمرار العلاقة ثقيلا للغاية على قلبه فيرغب في الفرار
وقد يؤدي استخدام الابتزاز العاطفي في العلاقات العاطفية إلى إنهاء تلك العلاقات تماما لأن المصلحة المادية او المعنوية قد انتهت بالنسبة للطرف الذي يمارس الابتزاز أي أنه قد وصل لحالة الاشباع مع هذا الشخص ويريد فرض سيطرته على شخص أخر فيبادر بانهاء العلاقة بطريقة أنانية شريرة فيمكن مثلا أن يختفى تماما من حياة حبيبه او في أحسن الظروف ينسحب تدريجيا مما يسبب جرح عميق وصدمة للطرف المتروك
حتى إذا استمرت العلاقة فلا يشعر الضحية الذي يتعرض للتلاعب من قبل الشريك بالساعدة او الراحة في العلاقة لأنه دائما يشعر بالذنب على خطأ لم يرتكبه حقا ويمكن أن يتأثر نفسيا بسبب الضغط الهائل عليه وتصبح العلاقة سببا للاكتئاب ومدخلا لكثير من الأفكار والمشاعر السلبية التي لا يعرف كثير من الناس كيفية التعامل معها بشكل صحي
وكثير من العلاقات انتهت بسبب هذا الابتزاز العاطفي حين يكتشف الضحية أنه تعرض لخداع كبير باسم الحب او الصداقة او القرابة او الشفقة فيفقد ثقته تماما في أي نوع من العلاقات في المستقبل ويميل للانطواء والعزلة او للاكتئاب
أيضا من صور الابتزاز العاطفي هو في اعلانات كثير من الجمعيات الخيرية والمؤسسات العلاجية التي تمارس هذا النوع من الاستعطاف واللعب على مشاعر الناس حيث يعرضون لقطات لبعض الاطفال او كبار السن لاستدرار عطف الناس واشعارهم بالذنب تجاه هذه الحالات الصعبة فيدفعونهم للتبرعات
والمتسولون في الشوارع أصبحوا من أكبر مستخدمي هذا النوع من التلاعب النفسي حيث يقفون أمام المطاعة الراقية والمحلات الفخمة يسالونهم مالا أو أي نوع من المساعدة فيضغطون على مشاعرهم ويجعلونهم يشعرون بالذنب ودفعهم لاعطائهم من أموالهم التي أنفقوا مثلها في المحلات
العلامة التي تنبهك أنك تتعرض لابتزاز عاطفي:
عندما لا يأتي الشعور بالذنب من داخلك ولكن الطرف الأخر يحاول زرع هذا الشعور فيك باستخدام شتى الطرق وعندما يتكرر التهديد بالهجران او إنهاء العلاقة إذا لم تسير على هوى الطرف الآخر وإذا شعرت انك تعطي الطرف الاخر الكثير جدا لكنك لا تستطيع ارضاؤه أبدا اعلم تماما انك في علاقة تتعرض فيها للابتزاز العاطفي
كيف تتعامل مع شخص يبتزك عاطفيا:
كلمة السر هي الثقة في النفس…كن أكثر ثقة في نفسك وإذا شعرت حقا انك غير مخطيء فأغلب الظن انك غير مخطيء فعلا ولا تعطي الفرصة لأحد أن يجعلك تشعر لاذنب رغما عنك
اعلم تماما أن من يريدك ويحبك حقا وتهمه مصلحتك فلن يبتزك عاطفيا أبدا لذلك لا تخاف من أي تهديد بالهجر او إنهاء العلاقة لأن من يحبك ويريدك لن يهددك أبدا ومن يهددك فهو في الأغلب لا يحبك ولا يستحقك ويريد فقط السيطرة عليك كي يجعلك أداة لتنفيذ رغباته المريضة
لا تستجيب لأي محاولة تشعر فيها أنك تتعرض للابتزاز او الاستغلال العاطفي وارفع درجة استحقاقك وإذا اتعبتك العلاقة فلا تخاف من انهائها فورا و دون تردد لأن الضغط النفسي الناتج عنها سيمنعك من الاستمتاع بالحياة
إذا كان من يبتزك عاطفيا إنسان ذو صلة قرابة ولا يمكنك تركه فحاول على الأقل أن تقلل وتحدد من تعاملك معه وفي كل الأحوال كن واثقا من نفسك
وأخيرا فلابد أن نقابل وأن نتعرض في حياتنا لمثل هؤلاء الناس الذين يستخدمون هذا الأسلوب الملتوي فهم موجودون وبكثرة لذلك لا تلوم نفسك إذا وقعت فريسة في وقت ما او حتى لازلت تتعرض للابتزاز العاطفي المهم أن تتعلم مما حدث وتجعله درسا قيما لك يساعدك على التقدم في حياتك.
اشترك في قائمة تطوير الذات بالقرآن الكريم لتصلك ايميلات فيها محتوى مميز عن تطوير الذات من هنا
اذا اعجبتك المقالة اترك تعليق وشاركها مع احد اصدقائك💕