بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدمنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, نستكمل تدبر آيات سورة البقرة والعمل بها, وفي هذه المقالة سنتعلم عن الكثير من الأخلاق والمفاهيم المهمة للغاية مثل..
أهمية فهم الرسائل الربانية والعمل بها
“أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَيَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۖ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلٗاۘ يُضِلُّ بِهِۦ كَثِيرٗا وَيَهۡدِي بِهِۦ كَثِيرٗاۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِۦٓ إِلَّا ٱلۡفَٰسِقِينَ (26)“
مما فهمت من هذه الآية, هي أهمية التقاط والوعي بالرسائل الربانية والأمثلة الإلهية التي يضربها الله لك ويلفت نظرك لها باستمرار خلال حياتك اليومية.
قدرتك على فهم رسائل الله لك تتناسب مع قوة ايمانك بالله, فإذا كنت مؤمنا بالله حقا سوف تدرك الرسالة وتفهم مقصد الله منها, لكن إذا طبعت على قلبك حب الدنيا واتباع الأهواء فسوف تجد صعوبة بالغة في فهمها هذا إن وعيت بوجودها أصلا.
الله يعطيك اشارات خلال رحلة حياتك, لتتعلم منها إذا كنت تسير على الطريق الصحيح أم لابد من إحداث تغيير, مثلا عندما يفتح لك الله سبيل للعمل او للزواج او للسفر وتجد في قلبك ارتياح وقبول فعليك بالسعي في هذا السبيل والأخذ بالأسباب.
وعندما ينصحك أخ لك ويخبرك أنك ترتكب خطأ أو ذنب ما, فلا تنهره وتعامله بغلظه ولكن عامله بلطف ولين وفكر في كلامه فيمكن أن يكون فيه بعض من الصحة, فعليك بتقبل النصيحة طالما أنها نصيحة في الله ليس من ورائها نية باطلة او غرض خفي.
فلا تكن مثل المنافقين الذين يبرعون في الجدال وتزييف الحقائق, كن صادقا مع نفسك وراجع نفسك باستمرار وسلم أمرك لله.
أهمية الوفاء بالعهود والوعود التي تقطعها بكامل إرادتك
“ٱلَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهۡدَ ٱللَّهِ مِنۢ بَعۡدِ مِيثَٰقِهِۦ”
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”
في عصر الجاهلية قبل الإسلام وقبل الرسالة المحمدية المباركة, كان المجتمع العربي يحتوي على كثير من الموبقات, لكنه أيضا كان يحتوي على كثير من الأخلاق الحميدة, مثل اكرام الضيف والشهامة على سبيل المثال, ومن أعظم الأخلاق التي توارثها العرب على مر الزمان هي فضيلة الوفاء بالكلمة.
كلمة العرب كانت مثل السيف, إذا وعدك العربي بشيء كن على يقين أنه سوف يموت في سبيل الوفاء بكلمته لك, لأنه يعتبر كلمته من شرفه وعلو شأنه.
لكن للأسف في زمننا الحالي أصبح الكلام أرخص شيء, صارت الكلمة لا تمثل أي أهمية, ولا يوفيها حقها إلا القليل من الرجال الحقيقين والنساء الكريمات.
كن انت من هؤلاء القليل, وإذا قطعت على نفسك وعدا فلابد من الإيفاء به حتى نهايته, وإلم تكن متأكدا من مقدرتك على الوفاء بوعدك فلا تقطعه على الإطلاق, وفي هذه فضيلة مهمة أيضا ألا وهي فضيلة الشفافية, أي عندما يتطابق ظاهرك مع باطنك, وهذه من أهم صفات المؤمن.
أهمية صلة الأرحام والاهتمام بالعائلة
وَيَقۡطَعُونَ مَآ أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِۦٓ أَن يُوصَلَ وَيُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ (27)
في مجتمعنا العربي تنتشر مقولة “الأقارب عقارب”, ولن أخبرك أن هذه المقولة خاطئة تماما وأن الأقارب كلهم حنان وكلهم يريدون لك الخير, بالطلع ليس هذا حقيقيا, فكم من مصيبة جائتك من أقرب المقربين إليك, وكم من حسد او حقد أصابك من أفراد عائلتك القريبة او البعيدة, لكن انا هنا لأخبرك شيء أخر.
حتى لو كانت عائلك سببا في تعاستك او جلب شر إليك بأي صورة, فلا تقطع العلاقة معهم, كن على اتصال دائم يتناسب مع عمق الصلة بينكم, احمي حدودك وحقوقك بالتأكيد, لكن عندما يأتي الأمر للعائلة عليك أن تكون واسع الصدر وتعاملهم أفضل مما يعاملوك.
ليس في هذا ظلم لك, ولكن ببساطة لأن عائلتك هو أقرب الناس إليك, وإذا أصابك مكروه أو احتجت للمساعدة فهم أول من يساعدك, لأن علاقتك بهم قوية فهم عائلتك في أخر الأمر.
فلمصلحتك العليا لا تقطع الصلة مع أي فرد من أفردا عائلتك, ولا تثق أبدا فيمن قطع رحمه بالكامل, هذا الشخص وإن كان يظهر لك المودة فلا يمكنك الوثوق به أبدا لأن قاطع الرحم مفسد في الأرض, فقد تنكر لأقرب الناس إليه فكيف بغير القريب.
ما دليلك على وجود الله؟
رسالة الى الملحدين بالله
كَيۡفَ تَكۡفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنتُمۡ أَمۡوَٰتٗا فَأَحۡيَٰكُمۡۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمۡ ثُمَّ يُحۡيِيكُمۡ ثُمَّ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ (28)
منذ طفولتي وانا أعبد الله بيقين وصدق, وعندما وصلت لسنوات المراهقة وبدأت بتعلم أشياء جديدة والقراءة في مختلف العلوم وفروع المعرفة, أحسست أن لابد أن أعبد الله باقتناع عقلي أيضا…
كنت أفكر كثيرا في دليلي الشخصي على وجود الله وأنه خالقي, استعمت لكثير من الخطب وقرأت في هذا الموضوع لعل عقلي يرتاح.
وبعد فترة طويلة من البحث والتمحيص, توصلت لاقتناع عقلي تام بوجود الله, وإلى دليلي الشخصي الذي توصلت اليه بنفسي بعد هداية الله وتوفيقه.
أول دليل كان في نفسي, وهو أني نظرت الى نفسي أنا, وتأكدت أني لم أخلق نفسي, إذن فلابد من خالق قدير هو الذي خلقني وسواني, هذا أول دليل.
الدليلي الثاني كان دليلا قلبيا, عندما تأملت في القرآن الكريم, تيقنت تمام اليقين أن هذا الكلام لا يستطيع بأي حال من الاحوال أن يأتي به بشر, لأنك حينما تقرأ او تسمع القرآن تشعر بعظمة وخشوع لا يوصفان, وعندما تتدبر الآيات وتعمل بها في حياتك, حياتك سوف تنصلح في جميع جوانبها, إذن لن يقدر على الإتيان بمثل هذا الكلام إلا قوى إلهية, وهذا القرآن قد أنزل على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, وأنا أصدق سيدنا محمد في كل شيء.
انت أيضا يجب أن تنظر وتتفكر في خلقك, من خلقك؟ إن لم تكن خلقت نفسك ولم يخلقك أحد من الناس, إذن فمن خلقك, وأين كنت قبل أن توجد في هذه الدنيا, وإلى أين تذهب عندما تغادر هذه الدنيا؟
وفي هذه الآية يخاطب الله الكافرين بالله, الذين ينكرون وجوده, ويقول لهم كنتم لا شيء فأتى الله بكم الى الدنيا, ثم تموتون مرة أخرى ثم يحييكم الله, وتذهبون الى الله, فالله هو المبتدئ والمنتهى, وإليه نرجع جميعا, فكيف تكفرون بوجوده, انظروا إلى أنفسكم وتأملوا في خلقكم سوف تجدون الإجابة.
كيف تكفر بالله حتى وإن كنت مؤمنا؟
لكن للأسف كثير من الناس-حتى المؤمنين بالله- يكفرون بالله في بعض الأحيان دون أن يشعروا, مثلا حينما يعطيك الله آلاف النعم, ثم يبتليك في نعمة واحدة فقط, فتشعر بالسخط والحزن وتنسى أنك تتقلب في نعم الله, أو عندما ترتكب ذنبا في خلوتك وتغلق على نفسك الأبواب لكي لا يراك أحد, وتجاهلت حقيقة أن الله ينظر لك, أو عندما يبتليك الله بتأخير أكثر شيء تحبه وتريده لكي يختبر صدق إيمانك وصبرك ويقينك بالله, فتكفر بقضاء الله ولا ترضى به وتظن أن الله يكرهك, أو عندما تتعرض لضائقة في حياتك فتيأس من روح الله, وتسيء الظن به, هذا كله من الكفر بالله ويسبب لك المزيد من المشاعر السيئة التي تهبط بك لقاع التعاسة والسلبية.
سجل ايميلك واحصل مجانا على طريقة الكتابة لتغيير واقعك