تطوير الذات بالقرآن الكريم (17) – ماذا فعلت حتى تستحق أهدافك؟

وقت القراءة : 10 دقائق

بعد قراءة هذا الدرس ستتعلم:

1/ ما الحكمة العميقة من وراء السعي والأخذ بالأسباب؟

2/ لماذا يلهث معظم الناس وراء طرق السعادة الوهمية؟

3/ ما خطورة الشعور بعدم الاستحقاق وكيف يؤثر سلبا على حياتك؟

4/ ما مصدر شعور عدم الاستحقاق وكيف يضرب بجذوره في عمق الشخصية؟

5/ كيف يساهم الآباء في زرع شعور عدم الاستحقاق عند أطفالهم؟

6/ كيف تزيد شعورك بالاستحقاق؟

7/ ما القاعدة الأولى للسعادة؟

بسم الله نبدأ…

تكلمنا باستفاضة عن أهمية الأخذ بالأسباب والسعي في طريق الهدف, تعلمنا أنه لا بديل عن العمل الجاد والعزيمة القوية للوصول لأهدافك, قمنا بشرح كيف تزيل العوائق التي تمنعك من الفعل, تحدثنا عن خوض المخاطرة المحسوبة ثم التوكل الحقيقي على الله, الآن سنتكلم عن الحكمة العميقة من وراء كل هذا

في درس رقم 12 بعنوان (الأخذ بالأسباب) ذكرنا الآية الكريمة:

“وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا” (25 مريم)

كما ذكرنا أن هذه الآية توضح لك لماذا يجب أن تأخذ بالسبب المتاح مهما كان سببا واهيا, لكنك مطالب فقط بفعل ل ما في استطاعتك وتترك الباقي على الله عز وجل

لكن للأسف كثير من الناس يظنون أن الأخذ بكل الأسباب ومواصلة الفعل حتى لو كانت نتيجة فعلهم غير مضمونة أمر غاية في المشقة والإرهاق, كثير من الناس يفكرون “لماذا الطريق صعب لهذه الدرجة؟” “لماذا أنا مطالب بفعل كل هذا؟”

“كم من الوقت يجب أن أواصل هذا الفعل كي أصل إلى نتيجة؟” “لماذا يأخذ الفعل كل هذا الوقت والعمل المضني؟” “لماذا لا أرى النتائج التي أتمناها؟”

مثل هذه الأفكار وغيرها تضرب بجذورها داخل عقلك وتثبط أي محاولة حقيقية للتغيير والتطوير لأن النفس بطبيعتها أمارة بالسوء وتركن دائما لما تألفه وتحب أن تسلك أسهل الطرق للوصول دون تعب أو ببذل أقل القليل من الجهد

أغلب الناس للأسف الشديد لا يرغبون بدفع الثمن المناسب للوصول, يريدون الحصول على أغلى الفوائد مقابل أبخس الأسعار, يريدون الكثير مقابل القليل, إذا سألت أي إنسان ماذا تريد من الحياة سيجيبك بكل ثقة, لكن إذا سألته ماذا فعلت كي تصل لما تريد ستسمع كثيرا من الأعذار والحجج الواهية والطرق البالية

هؤلاء حكموا على أنفسهم بالشقاء والحيرة, لأنهم غير صادقين مع أنفسهم, يريدون شيء ويفعلون شيئا آخر, لذا دائما يشعرون أن شيء ما ينقصهم, وأنهم يدورون في حلقة مفرغة لا بداية لها ولا نهاية, لا شيء يرضيهم أبدا 

في دروس قادمة بإذن الله سنتحدث عن أهمية التطابق في تحقيق حالة سوية من الرضا الداخلي, عندما يتطابق داخلك مع خارجك معناه أن تكون منسجما تماما مع نفسك وأن تفعل فقط ما تحبه وما انت مقتنع به 

إذا كنت تعرف هدفك جيدا و تعرف ما ينبغي عليك فعله الآن لتحسين حياتك لماذا لا ترغب في دفع الثمن و بذل كل الجهد المطلوب في سبيل الوصول؟ لماذا تشعر بالكسل الشديد حينما تتخيل نفسك اثناء سعيك لتحقيق هدفك؟

لماذا تستمر في فعل الطرق السهلة والمستهلكة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا توصلك لأي شيء ذو قيمة لمجرد أنها لا تطلب منك بذل المزيد من الجهد؟

 لماذا تلمع عيناك عندما يعدك أحد المدربين بالحصول على كل أحلامك من مال وشريك حياة وشهرة بمجرد حضورك دورته التدريبية التي سيعلمك فيها أسرار وقوانين الكون المخفية منذ آلاف السنين؟

لماذا تصدق أنه يمكنك أن تصير غنيا فجأة لمجرد أنك استثمرت مالك في برنامج هرمي جديد لا يفيدك ولا يفيد غيرك بأي شيء سوى بيع وهم الثراء السريع؟

لماذا تلهث وراء الطرق المستحدثة لإنقاص الوزن التي لا تطلب منك عمل أي تمارين شاقة أو الامتناع عن الطعام الذي تحبه؟

لماذا تظن أنه يمكنك الحصول على شريك حياة مثالي دون ان تبدأ انت بتطوير نفسك أولا لكي تستحق وجود مثل هذا الشخص في حياتك؟

لماذا تتجاهل العالم الواقعي وتبحث عن الحب والصداقة عبر وسائل التواصل الافتراضي لمجرد أنها أسهل وأوسع انتشارا ولا تحتوي على أي مخاطرة من جانبك؟ هل تظن حقا انك ستحصل على الحب بهذه الطريقة الوهمية؟ 

لماذا تشتكي دائما من رئيسك في العمل ولا تحاول أولا تطوير أدائك وتحسين قيمة العمل الذي تقوم به؟

لماذا لا تريد الالتحاق بأي وظيفة لتتعلم كيف تدار الشركات الكبيرة وتتعلم كيف تتحرك الأسواق لمجرد ان هذه الوظيفة تتطلب جهدا كبيرا؟ 

لماذا لا تريد إكمال تعليمك الجامعي وتطوير عقلك وقيمتك العلمية, او تذهب لأحد مراكز التدريب المعتمدة  كي تتعلم مهارة او لغة ما؟, لأنك لا تريد بذل مجهود إضافي في الاستذكار والتعلم وتقنع نفسك أنه لا شيء ينقصك و أن العلم لا قيمة له

مثل هذه الأمثلة لا تنتهي ويمكنها أن تملأ كتاب كامل, لكن كل هذه الأمثلة وغيرها الكثير يشتركون في شيء واحد وهو الرغبة في الحصول على شيء غالي للغاية مقابل دفع ثمن زهيد جدا

الرغبة في الحصول على فائدة عظيمة دون مخاطرة او بذل أي مجهود في سبيلها

الرغبة في الفوز بكل شيء دون إعطاء أي شيء 

هل انت من هذا النوع من الناس؟ بالتأكيد انت تعرف الجواب أكثر مني

هذا النوع من الناس يعيشون في حالة من الإنكار, غير منسجمين مع الكون لذلك تجدهم دائما في حالة صراع مع أنفسهم ومع الآخرين ولا يشعرون بالرضا أبدا

تجدهم دائما يلهثون خلف الأشياء البراقة التي تعدهم بالسعادة السريعة, سواء برامج تدريبية, استثمارات وهمية, رحلات باهظة الثمن, شراء العديد من الأشياء التي لا يحتاجونها, أو حتى الانزلاق داخل مستنقع المخدرات والمشروبات الكحولية و المتع الرخيصة, كل ذلك وأكثر لأنهم لا يملكون شجاعة مواجهة أنفسهم و السعي الجاد وبذل مجهود حقيقي للفوز بما يريدون

لكن لماذا يضرون أنفسهم بهذا الشكل؟ هل لأنهم كسالى؟ أغبياء؟ جهلاء؟ يكرهون أنفسهم؟ أشرار بطبيعتهم؟ لا يعرفون شيئا أفضل؟ كاذبون؟ ضحايا؟ مجرمون؟ كل هذا وارد لكن ليس مؤكدا 

الأمر أعمق بقليل من هذا لأن السبب الحقيقي وراء كل هذه السلوكيات المدمرة هو شيء واحد وأساسي وهو أنه في قرارة أنفسهم يشعرون أنهم لا يستحقون 

هذا الشخص لا يريد بذل أي جهد و لا يرى أي فائدة من تعبه, لأنه واثق أنه مهما فعل سوف لن يصل لشيء, لأنه في الحقيقة لا يستحق, إذا فلما المشقة ولم يتكبد كل هذا العناء والنتيجة معروفة؟

“لماذا تطلب مني الأخذ بكل تلك الأسباب المتعددة ومواصلة هذا الفعل المرهق وفي النهاية أعلم تمام العلم أني لن أنجح؟” هذا الصوت دائما يتردد داخل نفسه

شعور عدم الاستحقاق من أكثر المعتقدات شيوعا, لذلك يعتبر من أكثرها خطورة, لأنه يحولك من إنسان مجتهد ذو عقلية مبدعة و مستقبل باهر إلى إنسان منطفئ وخامل يتنازل حتى عن أبسط حقوقه

إنسان يشعر ان الناس لا يهتمون به ولا أحد يريده لشخصه لأنه غير مهم

إنسان يشعر أنه لا يملك حق إبداء رأيه حتى في الأشياء الخاصة به

إنسان لا يرغب في النوم ولا الاستيقاظ مبكرا لأن كل ايامه تشبه بعضها ولا شيء جديد ينتظره

إنسان لا يتطلع لمستقبله لعلمه أنه لن يختلف كثيرا عن ماضيه وحاضره

إنسان لا يستطيع ان يرضى بحاله لأنه يشعر أنه لم يُخلَق لهذا 

إنسان يتمزق قلبه كلما رأى شيئا كان يتمناه ولم يحصل عليه

إنسان متشائم لا يريد ان يرفع آماله لأنه اختبر العديد من الإحباطات وخيبات الأمل حتى تأكد أنه لا شيء جميل يمكن أن يحدث بالشكل الذي يريده

إنسان يشعر أنه مرفوض ومنبوذ حتى من أقرب الناس إليه

إنسان لا يشعر بالحب لاعتقاده ان الحب الحقيقي غير موجود

إنسان لا يملك الشجاعة لتجربة أي شيء جديد ولا يغادر منطقة راحته أبدا لأنه خائف من الفشل وخائف من حكم الناس عليه 

القائمة تطول لأن شعور عدم الاستحقاق معقد للغاية و يضرب بجذوره في عمق الشخصية وهو سبب كل حالة قد تصيبك من عدم الرضا 

الأن دعنا نحلل شعور عدم الاستحقاق بمزيد من العمق وننظر إلى أسباب وجود هذا الشعور من الأساس لنعرف كيفية علاجه

عدم الاستحقاق يمكن ان يبدأ منذ المراحل الأولى للطفولة نتيجة التربية الخاطئة من أحد الأبوين أو كلاهما, مثلا لا يشعرون الطفل بأنه مرغوب, يقللون من قيمة أي إنجاز بسيط قام به الطفل ولا يشجعونه على فعل المزيد, استعمال الصراخ والزجر العنيف الذي يمكن ان يصل للإيذاء الجسدي كأسلوب عقاب او تحذير للطفل 

أو بزرع الكثير من الأفكار السلبية عن عدم الاستحقاق داخل رأس الطفل, مثلا انت لا تستطيع فعل هذا, انت ضعيف, انت غبي, انت متهور, انت غير مفيد, انت شقي, أخيك او أختك أفضل منك, أصدقائك أفضل منك, انت لا تقدر على فعل أي شيء بطريقة صحيحة, كان يوما أسودا حين رزقت بك… 

يقوم الآباء بتكرار هذه العبارات لأنهم هم أنفسهم يشعرون بعدم الاستحقاق أيضا فيصدرون هذا الشعور إلى أطفالهم ومع الوقت تصير تلك الأفكار جزءا أساسيا من الطريقة التي يرى بها الطفل نفسه 

ونتيجة  مثل هذه السلوكيات الخاطئة في التربية يفقد الطفل الدافع لفعل أي شيء او حتى للعب لأنه يخاف من العقاب والزجر إذا أخطأ ومع الوقت يشعر أنه غير كفء وغير مؤهل لفعل أي شيء فيميل إلى الهدوء والعزلة وممارسة الأنشطة السلبية كمشاهدة التلفاز او استخدام الهاتف الذكي لوقت طويل 

يمكن أيضا ان يكون سبب شعور عدم الاستحقاق يرجع إلى فترات المراهقة والشباب الأولى وهي الفترة التي يشعر فيها المراهق أنه شخص مستقل ويريد تجربة أشياء جديدة كإنسان بالغ ثم يحدث أن يتعرض لبعض الفشل ولا يجد الدعم المعنوي من أهله او أصدقائه فيشعر بالخزي والعار ويصم نفسه بعدم الكفاءة ومع الوقت يفقد الثقة في نفسه تماما ويشعر بعدم الاستحقاق كطريقة لمعاقبة نفسه

يمكن أن يكون تجربة مريرة او خسارة كبيرة تعرض لها الشخص في مطلع شبابه ولم يستطع تخطيها او تقبلها بعد فجعلته يعتقد أنه إنسان خاسر لا يستحق السعادة ومع الوقت صار هذا الاعتقاد حقيقة 

يمكن ان يكون سبب شعور عدم الاستحقاق خليط من كل الأسباب السابقة أو حتى كلها مجتمعة لكن النتيجة واحدة وهي شخص لا يشعر أبدا أنه يستحق ان يصبح سعيدا ولا يجد أي شعور بالرضا والاكتفاء فيشعر أنه ميت لكن على قيد الحياة

والمفارقة هنا ان الشخص الذي يشعر بعدم الاستحقاق لا يريد أن يفعل أي شيء ولا أن يأخذ بالأسباب لأنه متأكد من الفشل, وعندما لا يفعل أي شيء فلن يصل لأي نتيجة سواء نتيجة إيجابية يبني عليها أو نتيجة سلبية يتعلم منها فلا ينجز أي شيء ذو قيمة, فيزيد شعوره بعدم الاستحقاق ويزداد كسلا وهكذا

نفهم من هذا أن عدم الاستحقاق وعدم الإنجاز أمرين متلازمين دائما يسبب أحدهما الآخر ويزيد أحدهما من وجود الآخر باختصار هما وجهان لعملة واحدة, لذلك كي تعالج أحدهما لابد أن تهتم بالآخر كما يلي: 

  1. لكي تزيد شعورك بالاستحقاق لابد أن تبدأ الآن بأقل سبب في استطاعتك وإنجاز شيء ما مهما كان صغيرا, ثم تبني على هذا الشيء الصغير لتنجز شيئا أكبر وهكذا حينها ستجد شيئا ملموسا تبني عليه ودليلا دامغا على أنك تقدر مهما كان هذا الدليل صغيرا لكن مع الوقت والمثابرة يمكنك أن تنجز الكثير
  1. لكي تزيد من انجازاتك وقيمتها عليك أن تشعر أنك تستحق, تذكر كل تلك المرات التي نجحت فيها أن تنجز شيئا, تذكر محاسنك ومميزاتك, تذكر كل المهارات التي تجيدها مهما كانت صغيرة, تكلم مع نفسك بصورة لطيفة, لابد أن تشجع نفسك بنفسك أولا وتتحدث إلى نفسك بطريقة إيجابية ومشجعة

الأفضل لك أن تفعل الأمرين معا, أن تبدأ في الأخذ بالأسباب والعمل الجاد لإنجاز القليل وأثناء سعيك شجع نفسك واحتفل بأي شيء تنجزه مهما كان في نظر البعض تافها لكنه دليل على أنك بدأت حقا تحب نفسك وبدأت تسير في الطريق الصحيح

بالطبع الأمر يحتاج منك إلى صبر جميل واستمرارية وتغيير الطريقة التي ترى بها الأمور وتغيير كثير من بيئتك المحيطة كما أسلفنا لكن النتيجة رائعة وتستحق العمل من أجلها, وهذا الصبر الجميل هو أيضا جزء أساسي من السعي كما سنشرح في دروس قادمة بإذن الله

حينما تنجز وتشعر أنك تستحق النجاح والسعادة, لن تتوانى أبدا عن بذل أي مجهود او عن الأخذ بكل الأسباب في سبيل سعادتك وإنجاز أشياء أكبر بمرور الوقت

ستصبح صادقا مع نفسك داخلك يطابق خارجك, ستصير منسجما تماما مع نفسك ومع حركة الكون, لأن من قوانين الكون الأساسية التي وضعها الله أنه لا يوجد نتيجة من غير سبب فإذا أردت نتيجة ما عليك استعمال السبب المناسب لها, هذه هي قوة السبب

لن تصبح سعيدا أبدا إلا إذا فهمت هذه الحقيقة أولا, وهي أن لكل شيء ثمن وعليك أن تدفعه راضيا حتى تحصل على ما تريد 

لن تصبح ثريا دون تقديم قيمة مفيدة لنفسك أولا

لن تجد شريك الحياة المثالي دون أن تكون أنت مثاليا أولا

لن يحبك الناس ولن يتقبلوك تماما إلا إذا أحببت وتقبلت انت نفسك أولا

لن تشعر أنك تستحق إلا بأن تنجز شيء ذو قيمة أولا

لن يتكلم عنك الناس بحب إلا إذا تكلمت انت مع نفسك بحب أولا

لن يعطيك أحد أي قيمة إلا القيمة التي تعطيها انت لنفسك أولا 

لن يعاملك الناس بإجلال ومهابة إلا إذا أجللت نفسك أولا

إذن الحكمة العميقة من وراء الأخذ بالأسباب والسعي الجاد والمخاطرة المحسوبة في سبيل هدفك هو لكي تشعر أنت أنك بالفعل تستحق هذا الهدف وليس مجرد تمني

الأخذ بالأسباب والسعي الدؤوب يزيد من شعورك بالاستحقاق لأنك أثبتت لنفسك عمليا أنك تستحق الوصول لأنك قد أخذت خطوة بالفعل فمن صدق النية صدق العمل

وعندما تشعر انك تستحق تماما ما تريده تكون قد صدقت الله وبالتالي سوف يصدقك الله ويعطيك كل ما تريد بإذن الله حتى إذا حجب عنك مرادك فذلك سيكون خيرا لك وسيكافئك على تعبك باعطائك شيء أفضل والله أعلم. 

👈للاشتراك في دروس تطوير الذات بالقرآن الكريم 👉

👈الاشتراك في قناة د. إبراهيم عبد الواحد👉

برجاء تقييمك للمقالة في قسم التعليقات👇

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *